فأما البحار التي لا يكون فيها المد والجزر فهي على ثلاثة أصناف فأما الصنف الأول فهي المياه التي لا تقف زمانا طو يلا ولا يغلظ ماؤها ولا يصير مالحا ولا يتكاثف فيها الرياح لأنه ربما صار الماء ئلى إلى بعض المواضع ببعض الأسباب فيصير كالبحيرة وينقص الماء منه في الصيف ويزيد فيه في الشتاء أو يتبين فيه زيادة ما يصب فيه من ماء الأنهار والعيون ونقصان ما يخرج منه فذلك الماء وما كان مثله من المياه لا يكون فيه مد ولا جزر لأنه بتلك الحركات التي تكون من زيادة الماء ونقصانه لا تجتمع ولا تتكاثف فيه الرياح والصنف الثاني البحار التي تبعد عن مدار القمر ومسامتته بعدا كثيرا فإنه لا يكون فيها مد ولا جزر والصنف الثالث المياه التي يكون الغالب على أرضها التخلخل لأنه إذا كانت أرضها متخلخلة ينفذ الماء منها إلى غيرها من البحار وتتنفس وتتخلخل الرياح التي تكون في أرضها أولا فأولا فلا يكون فيها مد ولا جزر ويكون الغالب عليها الرياح وأكثر ما يكون هذا في أرجل البحار والجزائر
Bogga 320