120

Mudkhal Kabir

Noocyada

وهذا الترتيب الطبيعي الذي ذكرنا أنه يكون في الشهر الواحد هو شبيه بما نراه من ترتيب المد والجزر الذي يكون في اليوم والليلة الواحدة ومقدار مسير القمر فيهما يكون مدان وجزران فأما وقت المد فإنه يكون فيه حركة الماء زائدة غالبة وأما وقت الجزر فإن حركة الماء فيه ضعيفة ناقصة وكذلك في الشهر الواحد وقتان يكون ماء المد فيهما غالبا قو يا طو يل الزمان وهما الاجتماع والاستقبال ووقتان ينتهي ماء المد فيهما منتهاه ويكون ضعيفا ناقصا قليل الزمان وهما التربيعان والجهة الثانية أن يقوم القمر فإن كان ما يخرج من التعديل يزاد على وسطه فإن المد في تلك الأيام يكون قو يا زائدا ولا يزال المد زائدا ما دام يزاد تعديل القمر على وسطه فإذا نقص تعديل القمر من وسطه فإنه ينقص ماء المد وإذا لم يخرج من تعديله ما يزيده عليه ولا ما ينقصه منه فإنه يكون ماء المد غير زائد ولا ناقص عن الحد المعلوم من هذه الدلالة وإن كان التعديل الذي يزيده أو ينقصه من وسط القمر قليلا كان زيادة ماء المد أو نقصانه قليلا وإن كان كثيرا كان ذلك كثيرا وبمثل هذا العمل الذي عملناه من تعديل القمر يعرف أيضا زيادة المياه والمدود أو نقصانها في الأودية والأنهار الجارية لأنه إذا كان تعديل القمر يزاد على وسطه وكان ذلك في أيام مدود الأودية والأنهار فإنها تمد في تلك الأيام وإذا نقص تعديل القمر من وسطه تنقص مياهها وإذا لم يخرج ما يزاد على وسطه أو ينقص منه يكون ماء الأنهار والأودية غير زائد ولا ناقص

الجهة الثالثة موضع القمر من فلك الأوج وبعده أو قربه من الأرض وهو أن ينظر إلى القمر فإن كان قد جاز رأس أوجه تسعين درجة إلى أن يبلغ مائتين وسبعين درجة فإنه هابط في فلك أوجه وكان ماء المد في هذه الأيام قو يا غالبا وإن كان خلاف ذلك كان القمر صاعدا في فلك أوجه وكان ماء المد ضعيفا قليلا من هذه الجهة

والجهة الرابعة أن ينظر إلى صعود القمر وهبوطه في الفلك المائل وجهة عرضه فإن كان القمر هابطا كان ماء المد كثيرا قو يا وإن كان صاعدا كان ماء المد قليلا ضعيفا

Bogga 294