قال: «نحن نتكلم الآن عن القاعدة الإدارية ...»
قلت: «إن القاعدة تشتمل على ضباط وجنود تابعين للقوى البريطانية، فهي إذن من عناصر الاحتلال العسكري!»
فقال: «إذن هل يرضيك ألا يظهروا ببزتهم العسكرية، وأن يرتدوا الملابس المدنية؟»
فقلت: «ليس الغرض أن يكونوا متنكرين إذا كانت حقيقة أمرهم أنهم عسكريون!»
فقال: «هل يرضيك أن يتحولوا في الواقع مدنيين؟!»
قلت: «إن المسألة هي مسألة السلطة التي يتبعونها، فإذا كانت السلطة مصرية جاز النظر في الموضوع، أما إذا كانت سلطة بريطانية، فلا نكون قد تقدمنا كثيرا، فإن في ذلك اعتداء على سيادتنا، إن مثل المطالب التي بدت اليوم تحول دون تحقيق الجلاء الشامل، واشتمال المعاهدة على نصه المطلق.»
قال اللورد ستانسجيت: «هذا صحيح، ونحن لا نريد أن نمس سيادتكم.»
فشكرته، وقلت: «أرجو أن تصوروا لي الوضع الجديد إذا ما سلمتم بالعدول عن فرقة الطيران.»
فقال السفير: «قد نجاريكم لنثبت لكم أن ليس لدينا من مقاصد موجهة ضد استقلالكم وسيادتكم، ومن الممكن حصر الموضوع في كلمة: خبراء.»
فقلت: قد نقبل بعض خبراء بريطانيين إذا كانوا في خدمة الحكومة المصرية، شأنهم شأن باقي من عندنا من هذا الصنف، على ألا يبقوا في هذه الخدمة إلا الزمن الذي يتفق الطرفان على أن الحاجة ماسة فيه إليهم، وأن يكون من العمال المصريين من يدرب معهم للحلول محلهم، إلخ. وليكن في علم اللورد والسفير أن مصر تعتزم إقامة المصانع الحربية، وقد نحتاج لخبرائكم، فليست الشقة بعيدة بيننا، وسأفكر في كل ذلك.»
Bog aan la aqoon