اقتراح، وانهم أقاموا معسكرهم بكيفية تدل على أنهم لن يبرحوه قبل أيام، قررت الرجوع إلى قسنطينة لأشكر أولائك الذين قدموا لي مساعدة لا يمكن تقييمها. وفي طريق العودة وجدت عددا كبيرا من العربات المشحونة بالمؤن المختلفة الأنواع.
لقد كان فيها البيسكوت والسكر والقهوة وأدوات التشريح وعتاد الحرب والخمور والأحذية، وبإيجاز كل ما يحتاج إليه الجيش الفرنسي من تجهيزات. فأمرت بجمع هذه الغنائم ووعدت إعطاء إجازات للعرب الذين يحملون إلي بعض البقايا. فحددت ٢٠٠٠ بوجو للمدفع و٥٠٠ بوجو للبندقية. ومن أتى بأسير حي يأخذ ٥٠٠ بوجو، بينما لا تعطى لمن يأتي برأسه سوى ٢٠٠ بوجو.
وهكذا اشتريت بأموالي الخاصة كل ما قد ترك. ويقدر المبلغ الذي استعملته لهذا الغرض بأكثر من ١٠٠.٠٠٠ دورو. ولقد تسامحت في هذه العملية حتى أنهم قدموا لي كلبا وجدوه في مغارات المنصورة، فاشتريته بما تبقى.
وان الغرض من تصرفي هذا هو انني كنت أقول في داخل نفسي: «ان الفرنسيين لن يبيتوا على هزيمة.» وانهم
1 / 56