٥
وفي هذه الأثناء كنت بناحية عنابة في حرب مستمرة مع الفرنسيين من جهة ومع الباي ابراهيم من جهة أخرى وكان يوسف يقوم بغزوات متعددة ضد القبائل المجاورة. وعلى إثر غرق حدث على ساحل سكيكدة ارجعت إلى الفرنسيين أربعة من النوتية الذين فقدوهم، وبذلك بدأ الجو يتحسن بيني وبين سلطات عنابة، كنت أتمنى أن تستمر العلاقات في تحسن عندما قدم إلى قسنطينة ذات يوم المدعو سي حمدان (٢٤) من مواليد مدينة الجزائر. لقد كان مرسلا الي من الحاكم الجديد، الدوق دورفيكو، فسلم لي رسالة كانت بالتقريب، تحتوي على العبارات التالية:
«أستلموا لفرنسا التي وهبها الإله سلطان افريقيا.
انه لمن الواجب عليكم، ومن حقنا أن نطلعكم على الشروط التي نضعها لاستسلامكم ولإبقائكم في الحكم. تدفعون ٣ ملايين من الفرنكات كتعويضات للحرب وللحملات التي تتسببون فيها يوميا. بعد ذلك تدفعون اللازمة مرة في كل
_________
(٢٤) - هو سي حمدان بن عثمان خوجه صاحب المرآة، والذي لعب دورا كبيرا أثناء احتلال الجزائر وبعده.
1 / 33