79

Xusuus-qorka Towxiidka

مذكرة التوحيد

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

٥ - كان من آثار عناية الله بموسى، ورعايته له أن قَوَى فيه الوعي الديني، واستحكمت الصلة بينه وبين ربه، فأحبّ ما يحبّه الله من العدل والإنصاف، وكره ما يبغضه الله من الظلم والعدوان؛ لذلك فزع إلى ربه، واعترف بظلمه لنفسه، حينما قضى القبطي نحبه من وكزته، وأسرع إلى الاستغفار لله - تعالى- من ذنبه. ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: ١٦ - ١٧] وفاض قلبه إيمانا بالله، فعظمت ثقته، وتوكله عليه؛ لذلك قصد إليه وحده في غربته وحيرته رجاء أن يهديه سواء السبيل. ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: ٢٢] ولما استبدت به الحاجة وأخذ منه الجوع مأخذه توجه إلى ربه، فسأله من فضله، فأبت عليه عزَة نفسه أن يشكو حاجته لغيره، أو يعرض لمن سقى لهمِا بطلب الأجر. ﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: ٢٤]

1 / 82