وفتحت الفرن وأخرجت الكعكة وقطعت منها قطعة وضعتها في طبق إلى جوار الشاي وعدت إليه، ونظر إلى الكعكة الطرية وقد ظهر أنها لم تنضج بعد، وابتسم. لكني لم أستطع أن أقاوم الضحك فضحكت وضحك معي، وأخذنا نضحك طويلا كأننا نريد أن نضحك إلى الأبد. ومزقت الضحكات الطبيعية الطلقة ذلك الستار الرقيق من الحرج الذي كان يفصل بيننا، ورأيته ينظر في عيني نظرة عميقة رصينة وقال: لم أر امرأة مثلك أبدا.
قلت: لماذا؟ قال: النساء دائما يخفين مشاعرهن أو ملامحهن بستائر كثيفة مصنوعة، أما أنت فلا تخفين شيئا، حتى وجهك لم تضعي عليه المساحيق!
قلت: أنا أحب حقيقتي، أثق فيها ولا أستطيع إخفاءها.
قال: أنا أحب المرأة الصريحة الصادقة.
قلت: كثير من الرجال يعتقدون أن الصراحة تفسد أنوثة المرأة ...
إنهم يحبون المرأة المتخفية المراوغة فيمارسون معها غريزة المطاردة والصيد.
قال: إنهم لا يفهمون من المرأة شيئا سوى أنها متعة حسية.
قلت: قليل من الرجال من يفهم أنوثة المرأة الذكية ذات الشخصية القوية.
قال: أعتقد أن المرأة مهما بلغ جمال جسمها فإنها تفتقد الأنوثة إذا كانت غبية أو ضعيفة الشخصية أو متصنعة أو كاذبة.
قلت: وماذا عن الرجولة؟
Bog aan la aqoon