ما هذا الكتلة البشرية التي اسمها زوجي؟
واقترب مني وأمسك يدي، وهمس في أذني، وقرب وجهه من وجهي. حاولت أن أنسى نظرة عينيه المتغطرسة، حاولت أن أنسى كلماته المتناقضة، حاولت أن أكذب أذني، حاولت أن أكذب عيني، حاولت ... حاولت ... ولكن هيهات، ذاكرتي صاحية واعية تذكر كل كلمة وكل حرف، وعقلي يقظ ... يقظ ... يشدني إلى صور من واقعه الكئيب، وعيناي مفتوحتان تريان أسنانه وأذنيه، وكانت أذناه كبيرتين مفلطحتين كأذني الأرنب.
وابتعدت عنه، لكنه حوطني بذراعيه اللزجتين هامسا في أذني بصوت مبحوح كئيب، وأبعدته عني في ضيق وقلت له في غضب: لماذا كذبت علي؟ - كنت أريد أن أمتلكك. - مستحيل! أنا لست قطعة أرض! - بيدي أنا الأمر! أنا الزوج!
ضاعت من عينيه نظرة الضعف والاحتياج، فانقطع الخيط الذي كان يربطني به، وبرزت من قاع عينيه الضحلتين نظرة قاسية متغطرسة، ليست هي نظرة الرجل القوي، ولكنها نظرة الرجل الضعيف حين يشعر بعقدة النقص، عقدة الرجل الذي يرى نفسه الطرف الأقوى بين الناس في الشارع، ثم يشعر أنه الطرف الأضعف بين جدران بيته. •••
وجلست في عيادتي ووضعت رأسي بين يدي واعترفت بيني وبين نفسي بالخطأ. نعم لقد أخطأت، صدقت كلام الرجل في الظلام دون أن أرى أعماقه، غرتني نظرة الضعف والاحتياج ولم أعرف أن الإنسان الضعيف يخفي تحت جلده عددا من العقد والصفات الدنيئة التي يترفع عنها الإنسان القوي. نعم لقد أخطأت، عصيت قلبي وعقلي وطاوعت الرجل ووقعت على عقد الزواج الذي يشبه عقود الشقق والدكاكين.
ألم أجعله بهذا العقد الغريب صاحب السلطة علي؟
ألم يجعله هذا العقد زوجي؟
هذه الكلمة التي لم أنطقها أبدا! زوجي! ما تعني لي كلمة زوجي؟
هذا الجسد السميك الذي يحتل نصف السرير، هذا الفم الواسع الذي يأكل ويأكل، هاتان القدمان المفلطحتان اللتان تلوثان الجوارب والملاءات، هذا الأنف الغليظ الذي يؤرقني طول الليل بالشخير والصفير.
ولكن ماذا أفعل الآن؟ هل أحمل على كاهلي وزر خطئي وأعيش معه إلى الأبد؟
Bog aan la aqoon