لعلها نظرة احتياج وضعف فيها طفولة وسذاجة جعلتني أتحمس لعمل شيء من أجله.
ووقف ومد لي يده قائلا: أشكرك مرة أخرى يا دكتورة.
واستدار وسار إلى الباب، ولكنه لم يخرج والتفت ناحيتي، ولاحظت أنه يبذل مجهودا كبيرا كي يقول شيئا، وسمعته يقول: أريد أن أتحدث معك مرة أخرى، ولكن ...
وسكت لحظة ثم قال وهو ينظر بعيدا عني: أعرف أن وقتك ضيق، ولكن ...
ولم أرد، فقال متلعثما وهو يتفادى النظر إلي: هل يمكنني أن أراك مرة أخرى؟
وتأملت عينيه.
في عينيه نظرة تشغلني، ولكن ملامحه لا تقنعني. وهو لم ير الموت إلا موت أمه، ولم يعرف الألم والمرض.
أيمكن له أن يرضي هذا العقل العجوز المجرب؟ أيمكن له أن يثير هذه الطفلة النهمة المنطلقة بلا حدود؟
ولكنه أول رجل تقع عليه عيناي.
وقلت: يمكنك أن تراني مرة أخرى. •••
Bog aan la aqoon