272

Xusuus-qorka Pickwick

مذكرات بكوك

Noocyada

وهمس المستر ونكل لواردل، حين جاء الرجل فأنزل سلم المركبة لينزل الجمع منها: «هل تراهما يظنان أننا سنقتل من الطير ما يكفي ليملأا هاتين الحقيبتين؟»

فصاح الشيخ واردل قائلا: «يملأهما! أي نعم، بارك الله فيك، أنت تملأ واحدة، وأنا أملأ الأخرى، فإذا امتلأتا، فإن جيوب «السترة» تتسع لمزيد.»

ونزل المستر ونكل من المركبة دون أن يحير جوابا عن هذه الملاحظة، ولكنه مضى يحدث نفسه قائلا: إنه إذا بقيت الجماعة في الهواء الطلق حتى ينتهي هو من ملء إحدى الحقيبتين، فسوف لا ينجو القوم في الغالب من وعكة برد تصيب منهم الرءوس والصدور.

وانثنى واردل يلاطف الكلبين صائحا: «هي جونو، يا حبيبة، وأنت يا داف انزل، انزل.» ثم التفت إلى الحارس فقال: «لا يزال السير جفري في إسكوتلندا بالطبع يا مارتن، أليس كذلك؟»

فأجاب الحارس المديد القامة بالإيجاب، ومضى ينظر في شيء من الدهشة إلى المستر ونكل، وهو ممسك ببندقيته كأنه يتمنى لو أغنى جيب ردائه عنه مئونة جذب الزناد، ثم إلى المستر طبمن وهو ممسك ببندقيته هو الآخر كأنه منها الخائف المشفق، ولم يكن ثمة شك مطلقا في أنه كان فعلا كذلك.

ولاحظ المستر واردل نظرته فقال: «إن صديقي هذين لم يتقنا هذا النوع من الصيد بعد، وأنت تعرف المثل القائل: «من يعش ير»، وسوف يحسنان الرماية في يوم من الأيام، وأعتذر مع ذلك للمستر ونكل، فقد جرى له شيء من التمرين قبل الآن.»

فابتسم المستر ونكل ابتسامة خفيفة من فوق غطاء رقبته الأزرق اللون، ردا على هذه «التحية»، وارتبك في حمل بندقيته أشد الارتباك، من فرط حيائه، بحيث لو كانت محشوة لخر مجندلا منها لساعته.

وقال الحارس المديد القامة: «لا ينبغي لك أن تمسك البندقية بهذا الشكل، حين تكون محشوة يا سيدي، وإلا فاللعنة علي في كل كتاب إذا أنت لم تصنع لحما باردا من أحد منا هنا.»

وبادر المستر ونكل عقب هذه النصيحة إلى تغيير وضع البندقية، فجعل الماسورة بعد كل محاولة بذلها تكاد تمس رأس المستر ولر، فصاح هذا وهو يلتقط القبعة، وكانت قد انقلبت من فوق هامته، قائلا وهو يفرك صدغه: «ها! ها يا سيد، إذا أنت أدرتها إلى هذه الناحية، فستملأ إحدى هاتين الحقيبتين، وأكثر منها برصاصة واحدة!»

وضحك الغلام الملفف الساقين بالجلد ضحكة عالية مرحة، ثم تظاهر بأن أحدا سواه هو الذي ضحك، وعندئذ عبس المستر واردل عبسة ذات رهبة وجلال.

Bog aan la aqoon