وقالت مس تومكنز للمربية الكاتبة الحاسبة: «لا بد أن يكون رجلا محترما ما دام له خادم خاص.»
وأجابت المربية قائلة: «إن رأيي يا مس تومكنز هو أن خادمه هو الذي يحرسه، وأظن أنه مجنون يا مس تومكنز، والآخر حارسه!»
وأجابت مس تومكنز: «أحسبك على حق يا جوين، فلتذهب خادمتان إلى فندق «أنجل»، ولتبق الأخريات هنا لحمايتنا.»
وأوفدت خادمتان على عجل إلى الفندق للبحث عن صمويل ولر، وتخلفت الخادمات الثلاث لحماية تومكنز، والمعلمات الثلاث، والطالبات الثلاثين، بينما جلس المستر بكوك في الغرفة تحت حقائب الشطائر، ينتظر عودة الرسولين بكل ما استطاع أن يستجمع من الفلسفة والصبر والجلد لنجدته.
وعادتا بعد ساعة ونصف ساعة، وتبين بكوك عندئذ أن هناك إلى جانب صوت صمويل ولر صوتين آخرين، أحدهما مألوف لسمعه، ولكنه لا يدري لمن هو، ولا يذكر مطلقا صاحبه.
وجرى حديث موجز، وفتح الباب، وخرج بكوك من المحبس، فوجد نفسه في حضرة أهل البيت جميعا، وصمويل ولر، والسيد الكبير واردل، وخطيب ابنته العتيد تراندل.
وجرى المستر بكوك نحو واردل، فتناول يده مصافحا وهو يقول: «أهلا يا صديقي العزيز، بحق السماء اشرح لهذه السيدة الموقف السيئ الحرج الذي أنا فيه، فلا بد أنك قد سمعت به من خادمي، قل على كل حال يا عزيزي إنني لست لصا، ولا أنا بمجنون!»
وأجاب المستر واردل وهو يهز يد صديقه اليمنى، بينما راح المستر تراندل يهز اليسرى: «لقد قلت ذلك يا صديقي العزيز، قلته قبل الآن.»
وتدخل المستر ولر وهو يتقدم خطوة قائلا: «ومن يقول هذا أو قاله، فإنما يقول كذبا، ولا ينطق حقا، بل أبعد ما يكون من الحق ... بل العكس تماما ... وإن كان في هذا البناء رجال قالوا ذلك، مهما يكن عددهم، فإني ليسرني أن أقدم إليهم دليلا مقنعا كل الإقناع بأنهم مخطئون، هنا في هذه الغرفة ذاتها، إذا تكرمت السيدات المحترمات فانصرفن منها، وأمرن أولئك الرجال أن يأتوا إلي واحدا بعد الآخر.»
وبعد أن فرغ المستر ولر من إلقاء هذا التحدي بذلاقة بالغة، راح يضرب كفه المبسوطة بقبضة يده الأخرى، مؤكدا بهذه الحركة قوله، ويغمز بعينيه مسرورا مداعبا المس تومكنز التي لا يستطيع أحد وصف مدى رعبها؛ لظنه أنه من المحتمل أن يكون ثمة رجال في مدرستها المقصورة على البنات دون سواهن.
Bog aan la aqoon