35

Xusuus-qorka Carabaji

مذكرات عربجي

Noocyada

فالتفت إليه قائلا: محسوبكم يا سي صالح بك، في الخدمة دائما.

غمزني بطرف عينه، فعلمت أن وراء الأكمة ما وراءها، وأني دخلت في «الكومينيزون» قضاء وقدرا، أمروني بأن أقصد الجزيرة، فسرت والاتفاقية تدور بينهم وبين حسن بك، بين القوة والضعف، بين منجل الموت والشباب المتهالك على شبكة الصائد الماهر، ومع ذلك يسير في طريقه المحفوف بالمكاره والأشواك، والذي لا نهاية له الآن يكون في أواخر أيامه خليفة لأمثال صالح أفندي، هذا إذا قدر له أن يعيش وينجو من خمرة قاتلة وكوكايين فتاك وحشيش سام ووسط لا تعيش فيه الحشرة فضلا عن الآدمي.

نرجع لحديث المال فهو ألذ، المائة بخمسة وسبعين، فائدة قليلة جدا؛ لأن الجنيه أصبح أندر من الكبريت الأحمر، يستلم من الماية سبعون جنيها، والباقي بضاعة من الخواجة.

من هذه البضاعة تمثال بنصف القيمة؛ لأن الخواجة كما سمعته يقول: يرى من حسن بك ميلا للفنون الجميلة. وتحت ظل شجر الجزيرة الظليل عقد الاتفاق، ومهرت الكمبيالة باسمي من مداد قلم مسيو فيتا الذهبي، وأنا أنظر إلى أغصان الأشجار أناجيها قائلا: أيتها الأغصان الخضراء التي رأت كثيرا ومر عليها أكثر، ليست عربتي من النوع الذي تعودتيه، لا همس بيننا، فنحن أكثر من اثنين، لقد تعودت رؤية العشاق تستظل بك من حر الشمس وندى الليل، وسماع طرقعة «القبلات» وطويل التنهدات، ووابل العبرات.

وكم مر بنا في ذلك الوقت، ونحن وقوف كثيرون وكثيرات، وأنا أراهن بعربتي أن الحقيقة لم تمر على رأس واحد منهم، فعقد قرض هكذا، وفي الجزيرة بعيدا عن الناس، والساعة الحادية عشر بعيد عن دائرة الحدس والتخمين.

وانتهى الفصل الأول من الرواية، وأمرني الخواجة فيتا أن أقصد الكافيه ريش لتناول «الإبرتيف» تناولوه سائغا لذيذا، وأثناء ذلك لعب الأب فيتا مع الشاطر حسن ثلاثة «برتيتات» طاولة، لطش فيها من السبعين خمسة عشر جنيها، وأخذ صالح أفندي خمسة نظير أتعابه وقيامه مبكرا، وكان الله يحب المحسنين، ووصلنا إلى النتيجة أن الخمسين بماية وسبعين، خفيف خفيف.

وقاموا جميعا بعد ذلك : حسن بك، وأبو صلاح إلى منزل صاحبة جميلة، والخواجة فيتا إلى معقله بالسكاكيني.

الحادثة جميلة يا زبايني وزبوناتي، والأجمل من ذلك أننا نسير بسرعة في ذلك المنحدر، ونحن لا نشعر بعظيم الخطر الذي سنقابله.

ولكن على فكرة، أنا اللي علي عملته، أمضيت وقبضت، وذلك بدون أن أحسب حساب الدفع في المستقبل.

أدام الله عليكم نعمة المعيشة بلا دين - أيها القراء - وبلا فايظ.

Bog aan la aqoon