الخطاب الثاني
حضرة صاحب العزة الأستاذ الكبير عبد الرحمن الرافعي بك
تفضلتم فأهديتم إلينا الجزء الأخير من كتابكم القيم «الحركة القومية»، وقد كتبنا إليكم شاكرين لكم هذه الهدية النفيسة ووعدناكم في كتابنا إليكم أننا سنقرأ هذا الجزء بشغف عظيم ، والآن بعد أن قرأناه وأنعمنا فيه النظر فاحصين مدققين لا يسعنا إلا توجيه الثناء المستطاب إلى هذه الهمة الكبيرة التي أخرجت هذا الكتاب، فكان من خير الكتب التي أخرجت للناس في موضوعه. فإن الثورة العرابية رغم ما كتب فيها منذ حدوثها إلى الآن لم تزل جوانب منها غامضة ومحتاجة أشد الاحتياج إلى الجلاء، فجئتم وسددتم هذا النقص، وقد رأينا من حسناتكم في هذا الكتاب أنكم أوردتم فيه كثيرا مما يذكره المعاصرون الذين شهدوا هذه الثورة ولم يدونوا مشاهداتهم، وهذا فضل آخر لكم نذكره مغتبطين مبتهجين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمر طوسون
15 / 5 / 1937
وجاءني منه الخطاب الآتي عن كتاب «مصر والسودان»:
حضرة صاحب العزة الأستاذ الكبير عبد الرحمن الرافعي بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، فقد شرفتمونا بزيارتكم وتسلمنا من يدكم الكريمة هديتكم النفيسة القيمة «مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال من سنة 1882 إلى سنة 1892»، وهي تقع في جزء لطيف متصل كل الاتصال بتاريخ مصر القومي الذي ألفتموه وأخرجتموه في أجزاء عدة وتفضلتم فأهديتموها إلينا وشفعتموها بعد بإهداء هذا الجزء الذي يبحث تاريخ هذه الحقبة القصيرة الهامة من تاريخ مصر في أوائل عهد الاحتلال مدة حكم المغفور له الخديو محمد توفيق باشا.
ولا شك عندنا - قياسا على الأجزاء السابقة من هذا الكتاب - أنه سيكون محيطا بجزئيات الحوادث التي وقعت في هذه الفترة ملما بها كل الإلمام مشفوعا بما يؤيدها من الأسانيد والوثائق، على غرار ما دونتموه في أسفار الحركة القومية من التحقيق والتمحيص والبحث في الأسباب والنتائج، شأنكم فيما تخرجونه من قلمكم الفياض البارع.
فنشكركم على هذه الهدية أجزل الشكر ونثني على همتكم أطيب الثناء، والأمل أن يفسح الله في عمركم المبارك، وأن يتسع لكم الوقت لإتمام سلسلة هذه الحركة القومية حتى هذا العهد الأخير، فتكونوا بذلك قد أديتم إلى الوطن العزيز ما ينتظره منكم ويأمله فيكم من صادق الجهود وخالد الأعمال، واقبلوا مزيد سلامنا مع أطيب تمنياتنا.
Bog aan la aqoon