164

Xusuus-qorka Huda Shaarawi

مذكرات هدى شعراوي

Noocyada

مؤتمر أمستردام

عقد المؤتمر النسائي الدولي بأمستردام في موعده، أي في 12 نوفمبر 1927، وقد بدأ المؤتمر يوم الخميس واختتم أعماله يوم الأحد التالي، وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر لم يقتصر على بحث المطالب والرغبات النسائية، ولكنه كان ذات أهمية عامة بما لأعضائه وعضواته من الشخصية والصفات الفردية، وبما كان للموضوعات التي طرحت على بساط البحث من الصبغة السياسية الدولية.

فقد تحدث المسيو مرييت في أسباب الحروب، وأكد أن العامل الاقتصادي له تأثير كبير في هذه الأسباب، واختتم حديثه بالدعوة إلى تشييد نظم الدول على قاعدة اقتصادية عامة تقاوم الروح الاقتصادية التي تسودها الوطنية.

وتكلمت مدام مالاتير، وهي فرنسية، فقالت إن التعاون الدولي يتم بحركة تطور وتحول كالحركة التي أدت إلى إفهام الناس أن الوطنية والحماسة لا تعنيان بغض الأجنبي.

وخطب مسيو شايمان فدعا إلى ضرورة نزع سلاح الدول العظمى بعبارات فصيحة قابلها الحاضرون بالهتاف وقوفا.

وقد خصص المؤتمر يوم الجمعة لبحث مسألة التحكيم والسلامة الوطنية، وفي مساء ذلك اليوم تحدثت في مأدبة العشاء التي أقيمت للوفود، باسم المرأة المصرية، وقد بسطت في كلمتي حالة مصر المفجعة، وقلت: إنها بلاد مسالمة جدا ولكنها مستهدفة بحكم موقعها الجغرافي لأن تعاني حربا لا تريدها ولا تدعو إليها ولا يد لها فيها بسبب قناة السويس المراد بها خدمة السلم ... فإن هذه القناة تقرب من مصر شعبا قد يهددها فجأة، كما أنه يهدد السلم أيضا إذا لم تكفل سلامة الحالة باتفاقية دولة تضمن حياة القناة إلى الأبد.

أما في يوم السبت، فقد بحث المؤتمر مسألة نزع السلاح، وقد استرعى الأسماع بوجه خاص الخطاب الذي ألقاه المسيو مادارياجا مندوب بلجيكا في المؤتمر.

وقد اختتم المؤتمر مباحثاته بإبداء رغبات متعددة فيما يتعلق بالموضوع الاقتصادي، ومسألة التحكيم، ومسألة نزع السلاح، ورغبة النساء في الاشتراك في عضوية اللجنة الاستشارية الاقتصادية المؤلفة في جنيف، وقد انتهزت هذه الفرصة لأعبر للمؤتمر عن رغبة خاصة في إلغاء الامتيازات الأجنبية في مصر، وقد أحيلت هذه الرغبة إلى لجنة البحث، ومن ناحية أخرى فقط طلبت إلى زميلاتي في المؤتمر أن يعملن على معاونة مصر في سبيل إلغاء هذا النظام العتيق.

وبعد انتهاء المؤتمر، عدت إلى مصر يوم 3 ديسمبر 1927، وفي اليوم التالي نشرت جريدة السياسة هذا التعليق على رحلتي إلى أمريكا ثم هولندا:

وصلت في منتصف الساعة الحادية عشرة من مساء أمس صاحبة العصمة السيدة الفاضلة هدى هانم شعراوي، عائدة من رحلتها الطويلة التي تنقلت فيها بين أوروبا وأمريكا، باذلة جهودها في سبيل رفع اسم مصر وإعلاء شأن المصريات.

Bog aan la aqoon