Mudhakkira Fiqh
مذكرة فقه
Tifaftire
صلاح الدين محمود السعيد
Daabacaha
دار الغد الجديد
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1328 AH
Goobta Daabacaadda
مصر
Noocyada
ﷺ : ((الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام)) (١) فإذا كان صلاة فله حكم الصلاة، ودليل آخر أن الرسول ﷺ لما حاضت زوجته عائشة دخل عليها وهي تبكي وكانت معتمرة متمتعة بالعمرة إلى الحج فقال: ((ما يبكيك؟)) فأخبرته أنها حاضت قال: ((إن هذا الشيء كتبه الله على بنات آدم ولكن افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت))(٢) وفي رواية لمالك وغيره: ((ولا بين الصفا والمروة)).
وحديث صفية لما أراد منها ما يريد الرجل من امرأته قالوا: إنها حائض قال: ((أحابستنا هي؟)) قالوا: إنها قد أفاضت(٣).
وحديث عائشة قالت: ((إن الرسول ﷺ قدم مكة فتوضأ وطاف بالبيت)) (٤).
ب - لا يجب الوضوء في الطواف قال بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض العلماء وأجاب على أصحاب الرأي الأول بما يلي:
١- حديث ابن عباس لا يصح مرفوعًا إلى الرسول ﷺ، وإنما هو قول ابن عباس، ومن المعلوم أن قول الصحابي لا يوجب على الأمة شيئًا.
٢- لو فرض رفعه إلى الرسول ﷺ فإنه غير مطرد، فليس الفرق بين الطواف والصلاة إباحة الكلام فقط، وإنما المراد أنه صلاة في الفضل والأجر لا في الأحكام.
٣- أنه منع الحائض من الطواف بالمسجد ليس لأنه لابد للطواف من الوضوء، وإنما لأنه لا يجوز لها المكث في المسجد.
٤- حديث عائشة الثاني أن الرسول ﷺ توضأ ثم طاف بالمسجد، هذا دليل على استحباب الوضوء للطواف؛ لأنه ليس كل فعل فعله الرسول ﷺ يكون واجبًا، مثل ذلك: استلام الحجر والاضطباع.
(١) صحيح: رواه الطبراني في المعجم الكبير (١١ / ٣٤) وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (٣٩٥٤) ويأتي في الحج.
(٢) متفق عليه: رواه البخاري (٢٩٤، ٣٠٥) ومسلم (١٢١١) وأبو داود (١٧٨٥) والنسائي (٢٧٣٦) وابن ماجه (٢٩٦٣) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٣) متفق عليه: رواه البخاري (١٧٣٣) ومسلم (١٢١١) والترمذي (٩٤٣) وابن ماجه (٣٠٧٢) وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٤) متفق عليه: رواه البخاري (١٦١٥، ١٦٤٢) مسلم (١٢٣٥) ومن حديث عائشة رضي الله عنها في قصة حجة الوداع.
65