Xusuusatayda Siyaasadeed

Cabdul Xamiid Labaad d. 1336 AH
14

Xusuusatayda Siyaasadeed

مذكراتي السياسية (السلطان عبد الحميد الثاني)

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦

Goobta Daabacaadda

بيروت

الأوربيين الَّذين يسندون أظهرهم على وضع مَالِي صَرِيح منظم قِيَاس مَعَ الْفَارِق فالموظف الَّذِي يتهم باللاأخلاقية وَقلة الشّرف بِسَبَب انْتِظَاره الْهَدِيَّة لَا يُمكنهُ أَن يعِيش على الرَّاتِب الَّذِي يحصل عَلَيْهِ من دولتنا لذا فانه يرى الْمبلغ الَّذِي يُعْطِيهِ لَهُ النَّاس مُقَابل عمل يُؤَدِّيه لَهُم وَكَأَنَّهُ حَقه الطبيعي كَمَا يعتبره النَّاس أمرا طبيعيا هَذَا التعود الَّذِي بَدَأَ مُنْذُ قرن من الزَّمن جعل من الْهَدِيَّة عرفا ومؤسسة وطنية لَا يُمكن لأَجْنَبِيّ يفكر وفْق مَا تمليه أعراف بِلَاده أَن يتفهم أطوار الموظفين فِي الدولة العثمانية انه يجب الْأَخْذ بِعَين الِاعْتِبَار وَضعنَا المالي المؤلم (وفقر الدولة مستمد من فقر الشّعب) الَّذِي بِسَبَبِهِ لَا نستطيع دفع الرَّوَاتِب الشهرية للموظفين بشكل مُنْتَظم والعيال فِي الْبَيْت جائعون ينتظرون النجدة من الْهَدَايَا انه أَمر إنساني بحت يجب تفهمه أَن أَي موظف فِي أَيَّة أمة وَضعهَا كوضع العثمانيين لَا بُد وان يتَصَرَّف كَمَا يتَصَرَّف موظفونا هُنَا وَلَا جرم أَن عَادَة الْهَدَايَا تضر بالدولة ضَرَرا بَالغا لِأَنَّهَا تفقد بهَا مبلغا ضخما من ضَرَائِب الدخل إِذا مَا الْعَمَل لتصحيح هَذَا الْوَضع أَن كل موظف آمن بِحقِّهِ فِي الْهَدِيَّة فَلَا سَبِيل لنا إِلَّا التَّغْيِير الجذري فِي نظامنا المالي وكشف مصَادر أُخْرَى للموارد قد يكون مُفِيدا وَلَكِن قبل كل شَيْء يَنْبَغِي على الدول القوية أَن تعترف لنا بِحَق الْعَيْش بِسَلام واستقرار كَيْلا نصرف موارد الدولة دون جدوى للْقَضَاء على المؤامرات الَّتِي يحيكها الْأَجَانِب

1 / 41