* عسل: « ع » أجوده ما كان في غاية الحلاوة، وكان فيه حذو للسان، طيب الرائحة إلى الحمرة ما هو، ليس برقيق بل متين، وإذا أخذ بالإصبع انجذب المتعلق بها الناصع اللون الصافي، الذي ينفذ فيه البصر. ومذاقته حريفة حادة لذيذة، في غاية اللذاذة، إذا رفعت منه بأصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع، وما ظهر فيه طعم الموم أو وسخ الكور، أو سطعت منه رائحة قوية حادة، أو كان رقيقا، فليس بمحمود. والعسل يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة، وهو جلاء، وإذا طبخ صار قليل الحدة والجلاء. وقوته جالية، مفتحة لأفراه العروق، يجلب الرطوبات، إذا صب في القروح الوسخة العميقة وافقها، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه، وإذا طبخ مع الشبث الرطب ولطخت به القوابي أبرأها، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح المحتفر من معادنه، وقطر في الأذن، سكن دويها، وأبرأها من أوجاعها، وإذا تلطخ به قتل القمل والصئبان، وإذا كان إنسان قلفته صغيرة من غير ختان، فمرسها بعد خروجه من الحمام، ولطخ عليها العسل، وفعل ذلك شهرا كاملا أطالها. وهو يجلو ظلمة البصر، وإذا تحنك به أو تغرغر، أبرأ أورام الحلق، وأورام العضل التي عن جانبي اللسان والحنك واللوزتين والخناق. ويدر البول، ووافق السعال إذا شرب سخنا بدهن الورد، وينفع من نهش الهوام، ومن شرب عصارة الخشخاش الأسود، ومن أكل الفطر القتال، ومن عضة الكلب الكلب. والذي لم تؤخذ رغوته نافع لتحريك السعال، ويسهل البطن، فينبغي أن يستعمل منزوع الرغوة، وهو سريع الاستحالة إلى الصفراء، نخاس للبلغم، جيد للمشايخ والمبرودين، رديء في الصيف لذوي الأمزجة الحارة، وله جلاء وطيب لطافة، يجذب الرطوبات من قعر البدن. وينقي أوساخ الجرح. وهو للبلغميين المرطوبين يلين الطبيعة، ويغذو الأبدان، إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء، ولا سيما الصعتري وأجود العسل ما حلي جدا، وكان أحمر فيه حدة يسيرة وطيبة رائحة، ولم يكن سائلا منتنا، وماء العسل غير المطبوخ صالح للمعدة الباردة، والأمعاء الوارمة، ووجع المعدة الكائن من البلغم، مشه للطعام، ويغذو غذاء جيدا، وينفع اللقوة. وماء العسل المطبوخ صالح للقيء، ملين للطبيعة، يقيأ به من شرب الأدوية القتالة مع دهن السمسم والطلاء، وشرب ماء الشهد ليس بجيد للمريض، لما يشوبه من الشمع. وهو شراب من كان من الأصحاء قوي المعدة، وهو أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان. ويحفظ أجسام الموتى. وإذا خلط بالملح وتمضمض به في الشهر أياما، واستن به على الإصبع، شد اللثة وقواها، وحفظ على الأسنان صحتها وصقلها، وإذا خلط بدهن ورد ولطخ على القروح الشهدية، وسائر القروح البلغمية المالحة، أبرأها. مجرب. وإذا لطخ به جفف القروح والجراحات الغائرة، به مع لسان الحمل، وفعل ذلك ثلاثة أيام، نقاها من أوساخها، وغسلها وألحمها، وإذا عمل مع الأدوية الجلاءة أحد البصر وقواه، وإذا عجن بدقيق الحوارى فتح الأورام النضيجة، وامتص ما فيها من المدة إذا جعل عليها، وإذا عجن بالزراوند الطويل أو الكرسنة أنبت اللحم في الجراحات العميقة، وإذا شرب بالماء نقى الصدر المحتاج إلى تنقية فضل، وهيج شهوة الجماع. وهو أنفع ما يشربه المفلوجون، وإذا استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة، كان تهييجه للجماع أشد، ولين البطن. ونقى قروح الأمعاء، وهيأها للأدوية، كما يفعل المري، وإذا خالط الحقن قوى إسهالها، وإذا عجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها. « ج » عسل النحل: يدخر للتغذي به. وأجوده الربيعي الصادق الحلاوة، الطيب الرائحة، الذي ليس برقيق المزاج، والذي ليس يتقطع. ومنه أصناف رديئة، أعرضنا عن ذكرها. وإذا شرب ولم تنزع رغوته أسهل، وإن نزعت رغوته لم يسهل، بل ربما عقل، ويغذو أكثر من الذي لم تنزع رغوته. وهو نافع لأصحاب الأمزجة الباردة والشيوخ، إذ كان يقوي جوهر حرارتهم الغريزية، ويولد فيهم دما جيدا، لا سيما في الشتاء، وهو يضر بالشباب ومن غلب عليه المرار، ويعطش، وإذا أكثر منه هيج القيء. ويصلحه الرمان، وحماض الأترج، وربوب الفواكه. « ف » هو طل خفي يقع على الأنوار، فتلقطه النحل. أجوده الصادق الحلاوة، منزوع الرغوة. وهو حار يابس في الثانية، يقوي المعدة، ويلين الطبع، ويحد البصر، ويحفظ على البدن صحته في أيام حياته. وهو أجل ما استعمل في العلل الباردة، التي تحدث في سائر البدن من الرطوبات. ويقوي البدن، ويمنع أن يحدث عليه علة بلغمية أو باردة، ويزيد في شهوة الباءة، ويقوي الإنعاظ، ويزيد في المني، ويحفظ صحة البدن، وينفع من الفالج واللقوة والخدر والاسترخاء، ولا أنفع منه للبدن. وتعجن به الأدوية يحفظها. والمستعمل منه: أوقية. « ز » بدله: الميبختج.
* عسل داود: « ع » هو الأونومالي. وقد ذكر في حرف الألف.
* عسل الطبرزذ: « ج » عسل الطبرزذ والقصب حار رطب في الدرجة الأولى. وعسل القصب يلين البطن، وعسل الطبرزذ لا يلين.
Bogga 397