* ابن خَيْر (٤١):
أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي. من العلماء الجلة الرواة، فقد بذل جهدًا وافرًا في الإِكثار من تقييد الآثار وصرف عمره في الرواية فبلغ فيها مبلغًا عزّ مثيله، ولم تقتصر روايته على الحديث إذ اعتنى اعتناءً زائدًا بكتاب الله جل وعلا فكان مقرئًا محدثًا.
وبلغت شيوخه عددًا ضخمًا فقد تجاوزوا المائة. وألَّف في ذلك فهرسته الحافلة المعروفة بفهرست ابن خير، وسلمت من غوائل الدهر وطبعت في إسبانيا ثم طبعت في الشرق. وهي من أحفل الفهارس وأصبحت صورة ناطقة بما لأهل الأندلس من عناية في توسعة الرواية. وكما سلمت من غوائل الدهر فهرسته كذلك سلمت نسخته من "صحيح مسلم" المحفوظة في خزانة القرويين بفاس كما أفاده الشيخ الكتاني في " فهرس الفهارس".
ولا سبيل إلى ذكر مروياته لكثرتها وإنما نكتفي بأن الإِمام المازري أجازه، وهي إجازة كتابية.
* ابن رشد الحفيد (٤٢):
تأثر المترجم بالمازري أيما تأثر في ناحيتين كما يتضح بعد، وهو محمد ابن أحمد بن محمد بن رشد وللتمييز بين الجد والحفيد اشتهر الجد بابن رشد الجد، كما اشتهر حفيده بابن رشد الحفيد.
وابن رشد الحفيد يعد من النوابغ فقد بلغ درجة ممتازة، فكما نبغ في الطب والفلسفة نبغ في الفقه، وله في كل علم منها مؤلفات.
(٤١) بفتح الخاء وإسكان الياء.
(٤٢) التكملة (ج٢ ص ٥٥)؛ الشجرة (ج١ ص ١٤٦)، الأعلام (ج٥ ص ٣١٨).