المبحث السابع لحة سريعة عن فقه السادة الإباضية
كثيرا ما كنت أقرأ في كتاب الإمام محمد أبي زهرة رحمه الله في مادة تاريخ المذاهب الإسلامية على الطلاب في جامعة الجنان في طرابلس عبارة: اوللاباضية فقه ممتاز وفقهاء ممتازون1، وعبارة: اوهم من أكثر المذاهب اعتدالا وقربا من ذهب جماهير الفقهاء، وأهم يرون دماء مخالفيهم وأموالهم حرام، وأهم يكفرون أصحاب المعاصي كفر نعمة لا كفر ملة11، مثل هذه العبارات تتكرر في كتاب اتاريخ المذاهب التي أنصفت هؤلاء السادة، ولكنها لم تكن كافية لأن تكشف النقاب عن قوم أسسوا لمدرسة فقهية نادرة بحمع بين صحيح المنقول وصريح المعقول، وبين العلم والورع ادرسة فقهية يزدان فقهها بالعلم، وينضح بالدين والورع، ويزدهي بلباس الزهد والتقوى (ولباس التقوى ذلك خير).
اي شرفت بأن يسر الله لي فرصة الاطلاع على فقه عظيم مؤصل ومضبوط وميسر ومؤسس على الأدلة الصحيحة الصريحة، كلما قرأ فيه القاري ازداد به حبا اوإعجابا من حيث العرض، والتفريع، وسرد الأدلة ومناقشة الخصوم مناقشات اعلمية هادئة بعيدة عن الغلو والتعصب؛ إذ إن أئمة هذا المذهب كثيرا ما يرجحون خلاف قول أصحاهم لأهم ينشدون الحق فهو أولى بالاتباع وكثيرا ما يوافقون ذهبا من المذاهب المشهورة المتبوعة أمة فضلاء وجهابذة نبلاء يتولون أئمة الهدى ويبرأون من أئمة الضلالة والغي والردى.
Bog aan la aqoon