161
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٤]، هُوَ الدَّعَّاءُ. أَوَّهْ فِيهِ لُغَاتٌ: مَدُّ الْأَلِفِ وَتَشْدِيدُ الْوَاوِ، وَقَصْرُ الْأَلِفِ وَتَشْدِيدُ الْوَاوِ، وَمَدُّ الْأَلِفِ وَتَخْفِيفُ الْوَاوِ. وَأَوْهِ بِسُكُونِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، وَأَوِّهْ بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا وَسُكُونِ الْهَاءِ، وَآهِ وَآوِ، وَأَوَّتَاهُ. [بَابُ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا فِي الثُّلَاثِيِّ] (أَيَدَ) الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى الْقُوَّةِ وَالْحِفْظِ. يُقَالُ: أَيَّدَهُ اللَّهُ، أَيْ: قَوَّاهُ اللَّهُ. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: ٤٧] . فَهَذَا مَعْنَى الْقُوَّةِ. وَأَمَّا الْحِفْظُ فَالْإِيَادُ كُلُّ حَاجِزٍ الشَّيْءَ يَحْفَظُهُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَفَعْنَاهُ عَنْ بَيْضٍ حِسَانٍ بِأَجْرَعٍ ... حَوَى حَوْلَهَا مِنْ تُرَبِهِ بِإِيَادِ (أَيَرَ) الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالرَّاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الرِّيحُ. وَاخْتُلِفَ فِيهَا، قَالَ قَوْمٌ: هِيَ حَارَّةٌ ذَاتُ أُوَارٍ. فَإِنْ كَانَ كَذَا فَالْيَاءُ فِي الْأَصْلِ وَاوٌ. وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ وَالرَّاءِ. وَقَالَ الْآخَرُونَ: هِيَ الشَّمَالُ الْبَارِدَةُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ. قَالَ: وَإِنَّا مَسامِيحٌ إِذَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَإِنَّا مَرَاجِيحٌ إِذَا الْإِيرُ هُبَّتِ

1 / 163