89

Mucjam Huffaz Quran

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

Daabacaha

دار الجيل

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

وكان «أبو بكر الأنباري» أمينا في كل شىء، وبخاصة في علمه، فكان إذا أخطأ لا تمنعه مكانته العلمية عن أن يرجع عن خطئه، ويقول لتلاميذه: إني أخطأت، والصواب كذا. وحول هذا المعنى يحكي أبو الحسن الدارقطني أحد تلاميذه: أنه حضره في مجلس أملاه يوم جمعة. فصحف اسما أورده في إسناد حديث- إما كان حيّان أو حبّان فقال: (حبان)، قال الدارقطني: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم، وهبته أن أقفه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت الى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه. فقال «أبو بكر بن الأنباري» للمستملي: عرف جماعة الحاضرين أن صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب وهو كذا، وعرف ذلك الشاب أنا رجعنا الى الأصل فوجدناه كما قال اهـ. وهكذا يجب أن تكون أمانة العلماء وصدق الأساتذة مع تلاميذهم. يقول «ابن النديم» ت ٣٨٥ هـ: أخذ «أبو بكر الأنباري» النحو عن «ثعلب» وكان أفضل من أبيه وأعلم، كان في نهاية الذكاء والفطنة، وجودة القريحة، وسرعة الحفظ، وكان مع ذلك ورعا من الصالحين، لا تعرف له زلة، وكان يضرب به المثل في حضور البديهة وسرعة الجواب، وكان أكثر ما يمليه من غير دفتر ولا كتاب اهـ (١). وقال عنه «الإمام الداني» ت ٤٤٤ هـ: «أبو بكر ابن الأنباري» إمام في صناعته مع براعته في فهمه وسعة علمه، وصدق لهجته اهـ (٢). ومن صفات «ابن الأنباري» أنه كان من الزهاد، لأنه أعطى كل وقته للعلم طلبا ودراسة وتعليما وتدوينا، ومن الأدلة على زهده ما رواه القفطي

(١) انظر إنباه الرواة ج ٣ ص ٢٠٧. (٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٣١.

1 / 95