أما بعد
فَيَقُول العَبْد الْفَقِير أَحْمد بن مصطفى اللبابيدى الدمشقى إِنَّه لما وجدت بضَاعَة الْعُلُوم رائجة فِي زمن سلطاننا الْأَعْظَم وخاقاننا الأفخم السُّلْطَان الغازى عبد الحميد خَان بن السُّلْطَان الغازى عبد الْمجِيد خَان سُلْطَان الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين محيى سيرة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين مَعْدن الْفضل والأمان المتمثل قَوْله تَعَالَى ﴿إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان﴾ وَلَا زَالَ لِوَاء عدله المنشور إِلَى يَوْم النشور وَلَا زَالَت سلطنته مسلسلة إِلَى انْتِهَاء الزَّمَان رافلا فِي حلل السَّعَادَة وَالرِّضَا والرضوان ورايت كثيرا من أهل الْعلم وَالْأَدب يرغبون كتابا حاويا على غَرِيب اللُّغَات وتحققت أَن صَاحب الدولة والسماحة شيخ الْإِسْلَام جمال الدّين افندى الْمُعظم فريد الْفَخر فِي نحر هَذَا الْعَصْر وإكليل المعالى فَوق رَأس الْأَيَّام والليالى بدر الْمغرب الذى استضاء بِهِ الشرق وَفرع دوحة السلالة الَّذين لَهُم فِي المعالى فضل سبق الرافل فِي مطارف الْمجد الأبدى والعز السرمدى رغبته لمثل هَكَذَا تَأْلِيفَات لاستجلاب الدَّعْوَات الْخَيْرِيَّة لسيدنا وَولى نعمتنا أَمِير الْمُؤمنِينَ أيده الله تَعَالَى بِالْمَلَائِكَةِ المقربين وَكَانَت الْكتب الْمُؤَلّفَة بهَا وَإِن كَانَت محتوية على فَوَائِد إِلَّا أَن المتناسب مِنْهَا غير مَجْمُوع فِي مَكَان وَاحِد فَكَانَ تَعْلِيقه بالأذهان يحْتَاج إِلَى طول من الزَّمَان وَلَا يَتَيَسَّر ذَلِك لكل إِنْسَان فَجمعت مَا تناسب مِنْهَا تسهيلا للمرام وَهُوَ مَا يشفى الْقُلُوب ويطفى الأوام لكَونهَا ألفاظا منسوجة على منوال عَجِيب وآثاراء اسديت لحمتها فِي صنع بديع غَرِيب فينبغى أَن تتلقاها الْقُلُوب بِالْقبُولِ والصدور بالانشراح والبصائر بالاستبصار
1 / 28