وكذلك أنتم بحمد الله قائمون في وجوه العامة مما أحدثوا من تعظيم الميلادة والقلندس وخميس البيض والشعانين وتقبيل القبور والأحجار والتوسل عندها.
ومعلوم أن ذلك كله من شعائر النصارى والجاهلية، وإنما بعث رسول الله ليوحد الله ويعبد وحده، ولا يُألَهَ معه شيءٌ من مخلوقاته، بعثه الله تعالى ناسخًا لجميع الشرائع والأديان والأعياد، فأنتم بحمد الله قائمون بإصلاح ما أفسد الناس من ذلك.
وقائمون في وجوه من ينصر هذه البدع من مارقي الفقهاء أهل الكيد والضرار لأولياء الله أهل المقاصد الفاسدة والقلوب التي هي عن نصر الحق حائدة.
وإنما أعرض هذا الضعيف عن ذكر قيامكم في وجوه التتر والنصارى واليهود والرافضة والمعتزلة والقدرية وأصناف أهل البدع والضلالات.
لأن الناس متفقون على ذمهم يزعمون أنهم قائمون برد بدعتهم ولا يقومون بتوفية حق الرد عليهم كما تقومون، بل يعلمون ويجبنون عن اللقاء، فلا يجاهدون وتأخذهم في الله اللائمة لحفظ مناصبهم وإبقاء على أعراضهم.
سافرنا البلاد فلم نر من يقوم بدين الله في وجوه مثل هؤلاء حق القيام سواكم، فأنتم القائمون في وجوه هؤلاء -إن شاء الله- بقيامكم بنصرة شيخكم وشيخنا أيده الله حق القيام بخلاف من ادعى من الناس أنهم يقومون بذلك.
فصبرًا يا إخواني على ما أقامك الله فيه من نصرة دينه وتقويم اعوجاجه وخذلان أعدائه، واستعينوا بالله ولا تأخذكم فيه لومة لائم، وإنما هي أيام قلائل
1 / 38