Mucaawiye Ibnu Abii Sufyaan
معاوية بن أبي سفيان
Noocyada
وتعاظمت بعد ذلك الظنون في زمن صدقت فيه أكثر هذه الظنون، فأما معاوية فلم يكن يكربه
25
الظن ولا الشبه بالظن؛ لأنه يعلم المنفعة التي يعطيها والمنفعة التي يريده أعوانه من أجلها، وأما الإمام فلم تكن له عصمة من الظن غير الحيطة وغير التجربة، ولم تكن للتجربة سابقة مقطوع بها، بل كانت كلها مما سينجلي عنه مستقبل مجهول.
فهذه الحيلة - حيلة الشبهة - كانت من أنجح الحيل في سياسة معاوية مع خصومه؛ لأنه زمن الشبهات وهي كثيرة فيما ابتلاه أولئك الخصوم، وقد نجحت ونجعت
26
بفضلين لا بفضل واحد: أحدهما فضل التدبير، والآخر فضل الحوادث بغير تدبير.
وحيلة أخرى لا نجزم بها، ولكننا نشير إليها في مكانها مما رواه الرواة عن الوسائل «الخفية»، التي توسل بها معاوية للغلبة على خصومه ومنافسيه، وحسبت يومئذ من ضروب دهائه، أو من ضروب كيده وهو مرادف عند عامة القوم لمعنى الدهاء.
مات الحسن ومات مالك بن الأشتر الذي ولاه الإمام مصر بعد عزل قيس، ومات عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعوجلوا جميعا بغير علة ظاهرة، فسبق إلى الناس ظن كاليقين أنها غيلة مدبرة، وأن صاحب الغيلة من كان له نفع عاجل بتدبيرها، وهو معاوية. •••
ونقل عن ابن العاص بعد موت الأشتر أنه قال: «إن لله جنودا من عسل ...» وكان موت الأشتر بعد شربة من العسل لم تمهله غير ساعات.
ونقل الخبر عن دس السم للحسن - رضوان الله عليه - مؤرخ من الأمويين هو أبو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني المشهور.
Bog aan la aqoon