Mucaawiye Ibnu Abii Sufyaan
معاوية بن أبي سفيان
Noocyada
العزل، فآثر أن يذهب إليه معتزلا ، وأن يحتال مع ذلك حيلته التي يرغم بها معاوية على استبقائه، وهو عزيز الجانب مرغوب فيه.
شخص إلى دمشق فاختلى بيزيد كأنه يلقاه عرضا، ووسوس له أن يطلب إلى أبيه تسميته لولاية العهد، وزين له الأمر قائلا: «إن أصحاب النبي وكبراء قريش قد ذهبوا، وبقي الأبناء وأنت من أفضلهم، فلا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة؟ قال: أوترى ذلك يتم؟ قال: نعم ... فدخل يزيد على أبيه وأخبره بمقالة المغيرة، فتعجل معاوية لقاءه واستدعاه ليطمئن إلى حقيقة الخبر، وابتدره سائلا: ما هذا الذي يقوله يزيد؟ ... قال: إني يا أمير المؤمنين قد رأيت ما رأيت من سفك الدماء بعد عثمان، وفي يزيد منك خلف فاعقد له البيعة بعدك، فإن حدث بك حدث كان كهفا للناس وخلفا منك، ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة ... قال معاوية: ومن لي بهذا؟ ... قال: أكفيك أنا أهل الكوفة ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بين هذين المصرين أحد يخالف ...»، فأمره معاوية أن يرجع إلى الكوفة، وأن يتحدث مع ثقاته في ذلك، ثم يرى ما يرى.
قال المغيرة لبعض هؤلاء الثقات: لقد وضعت رجل معاوية في غرز
7
بعيد الغاية وفتقت عليهم فتقا لا يرتق
8
أبدا، ثم أجابه ناس من قبيلة إلى بيعة يزيد، فأرسل منهم عشرة إلى دمشق، ولم يرسل سائرهم ليمد في حبل المساومة، وكان من حكمة معاوية أنه استمهلهم وطلب إليهم ألا يعجلوا بإعلان رأيهم، ولم يكن إعلان هذا الرأي من أرب المغيرة؛ لأنه باق في ولايته ما احتاج الأمر إلى بقائه قبل إعلان البيعة والاتفاق عليها، وفي كل أولئك كان المغيرة كاسبا لا يفقد شيئا يقدر على استبقائه، فإن خرج مستعفيا فذلك خير من خروجه معزولا، وإن كانت المساومة على ولاية يزيد للعهد مجدية له فيما أراد؛ فقد ربح ولم يخسر، وباع السمك في البحر والشبكة من عند غيره، وإن أعرض معاوية عن المساومة ولم يقبل عقد البيعة لابنه - وهو أبعد الفروض - فقد كسب الوالي المعزول ولاء يزيد، ولم يفقد ولاء معاوية؛ لأنه مفقود قبل ذلك ... ولعله يرمي من هذا التلويح بولاية العهد إلى استثارة الأمير المحروم، وإغرائه بأبيه وانتقامه منه بالكيد له في حجاب الحرم
9
إن لم يقدر على الانتقام منه بالثورة والعصيان، ويقال بحق في جميع هذه الأحوال: إن المخدوع من الرجلين - معاوية والمغيرة - لم يكن هو المغيرة إن كان لا بد بينهما من مخدوع.
وكان زياد بن أبيه آخر المبايعين من الدهاة الثلاثة، فلم يستطع معاوية أن يقنعه بترك فرصة من الفرص التي كان يترقبها، ويؤثرها على مبايعة معاوية بالخلافة، ولم يقبل على معاوية وله رجاء قط في الإعراض عنه، مع أنه كان أول المنظور إلى بيعتهم في تقدير بني أمية؛ لأنه كان - كما نقول في عرف هذه الأيام - ولدا شرعيا لأبي سفيان، وأخا لمعاوية من أبيه ...
Bog aan la aqoon