280

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Daabacaha

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Goobta Daabacaadda

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Noocyada

فقول من قال: «خَفَّ مع علي ﵁ مئتان وبضعة وأربعون من أهل بدر» مردود من وجوه:
١ - أنه لا يُدرى من قال هذا، وعَزْوُ الحاكم في (مستدركه) هذا إلى ابن سيرين لم يُصِبْ فيه فقد رواه هو بنفسه من طريق معمر (١).
والذي في (جامع معمر): «وقال غيره: .....». أي غير ابن سيرين.
٢ - أن هذا يخالف ما ذُكِر من الآثار الصحيحة في أن صِفِّين لم يشهدها إلا عددٌ قليلٌ من الصحابة لاسيما أهل بدر.
فصفين لم يدركها إلا قلة من أهل بدر فعن سعيد بن عامر قال: حدثنا هشام عن محمد قال: «وقعت الفتنة وبالمدينة عشرة آلاف، أو قال: أكثر من عشرة آلاف من أصحاب رسول الله فما دخل الفتنة منهم كلهم إلا ثلاثون» (٢).
بل حتى وقعة الجمل لم يحضرها إلا عددٌ قليلٌ من الصحابة ﵃؛ قال ابن كثير: «ولم يكن في الفريقين من الصحابة إلا القليل» (٣).
وقال: «يقال: لم يكن في الفريقين مائة من الصحابة، وعن أحمد: «ولا ثلاثون» (٤).
وروى الحاكم ومعمر بن راشد عن سعيد ابن المسيب قال: «ثارت الفتنة الأولى فلم يبق ممن شهد بدرًا أحدٌ، ثم كانت الفتنة الثانية فلم يبق ممن شهد الحديبية أحد»، قال: «وأظن لو كانت الثالثة لم ترفع وفي الناس طَبَاخ» (٥).
ورواه البخاري في صحيحه عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: «وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى - يَعْنِى مَقْتَلَ عُثْمَانَ - فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ - يَعْنِى

(١) فقال: أخبرني محمد بن علي الصنعاني، بمكة حرسها الله تعالى، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين ....
(٢) رواه ابن شبة في أخبار المدينة (٢٢٨٥).
(٣) البداية والنهاية (١١/ ٤٧٤).
(٤) اختصار علوم الحديث (٢/ ٥٠٠).
(٥) رواه الحاكم في المستدرك (٨٥٠٥) ومعمر بن راشد في جامعه (٢٠٧٣٩) وسنده صحيح.

1 / 298