154

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Daabacaha

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Goobta Daabacaadda

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Noocyada

الشبهة الثالثة
«إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»
زعموا أن رسول الله ﵌ لعن معاوية الطليق بن الطليق، اللعين بن اللعين، وقال: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه».
الجواب:
هذا الحديث ليس في شيء من كتب الإسلام التي يرجع إليها في علم النقل، وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوع مختلق على النبي ﵌، وهؤلاء الرافضة لا يذكرون له إسنادًا حتى يُنظر فيه، وقد ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات.
ومما يبيّن كذبه أن منبر النبي ﵌ قد صعد عليه بعد معاوية ﵁ من كان معاوية خيرًا منه باتفاق المسلمين. فإن كان يجب قتل من صعد عليه لمجرد الصعود على المنبر، وجب قتل هؤلاء كلهم.
ثم هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فإن مجرد صعود المنبر لا يبيح قتل مسلم. وإن أمر بقتله لكونه تولّى الأمر وهو لا يصلح، فيجب قتل كل من تولّى الأمر بعد معاوية ممن معاوية أفضل منه. وهذا خلاف ما تواترت به السنن عن النبي ﵌ من نهيه عن قتل ولاة الأمور وقتالهم.
ثم الأمة متفقة على خلاف هذا؛ فإنها لم تقتل كل من تولّى أمرها ولا استحلّت ذلك. ثم هذا يوجب من الفساد والهرج ما هو أعظم من ولاية كل ظالم، فكيف يأمر النبي ﵌ بشيء يكون فعله أعظم فسادًا من تركه؟!
قال الحافظ ابن كثير: «وهذا الحديث كذب بلا شك، ولو كان صحيحا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك، لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم» (١).

(١) البداية والنهاية (١١/ ٤٣٤).

1 / 165