Aasaasaha Masar Casriga
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
Noocyada
وفي سنة 1802م عقد السير هوم بوبهام فعلا معاهدة مع السلطان، وفي سنة 1808م أشار إليها فالنشيا بحماس شديد في تقرير له قدمه أثناء رحلاته في حوض البحر الأحمر إلى كاننج؛ فبعد أن أسهب فيما أظهره سلطان عدن من ضروب الصداقة نحو الإنجليز استطرد يقول: «إنها تعتبر جبل طارق الشرق، ويمكن في مقابل مبلغ زهيد من المال تحصينها تحصينا منيعا.»
54
وعندما ذهب مندوبنا في مخا لزيارة عدن إذا بها توشك أن تقع في قبضة محمد علي، فلقد وافق السلطان على إبقاء حامية مصرية وسمح بإنشاء حلقة صغيرة على الخليج الشرقي، بشرط أن يؤذن له بامتلاك أبواب المدينة، وأن يباشر داخلها سلطته العسكرية والمدنية،
55
ولسنا ندري ما السر الذي جعل محمد علي يحجم عن انتهاز تلك الفرصة، وخاصة وقنصلنا العام صولت كان يتوقع انتهازها
56
لا ريب في أن محمد علي قد أضاع وقتئذ تلك الفرصة الذهبية التي كانت تكفل له السيطرة التامة على البحر الأحمر، كما أنه أضاع فيما بعد - أي في الحرب اليونانية - الفرصة النادرة التي عرضت له طيلة حياته للحصول على اعتراف الدول باستقلاله التام.
ثم استمرت الحال على ذلك المنوال إلى أن بدأ يتحقق مشروع سكة السويس، وظهرت الحاجة إلى إيجاد محطات للفحم. وتدل الشواهد على أن الاختيار وقع في بدء الأمر على «سقوطرة»؛ ولذا أرسلت حملة لاحتلالها من بمباي في سنتي 1834م و1835م، ولكن دل الاختبار على أنها غير صالحة لهذه الغاية، فإن شدة اندفاع المياه نحو الشاطئ جعل النزول إلى البر متعذرا، ثم إن الجزيرة كانت موبوءة بحمى الملاريا؛ ولذا تقرر العدول عنها،
57
وكانت الفكرة في سنة 1828م قد اتجهت إلى عدن واتخاذها مستودعا للفحم، وذلك بمناسبة أول تجربة لتسيير السفن التجارية من بمباي إلى السويس، ولكن الباخرة «هيولندس» تعذر عليها أكثر من 30 طنا من الفحم يوميا لقلة الأيدي العاملة، وهو سبب يبدو غريبا في عين السائح العصري.
Bog aan la aqoon