والحاصل أن ما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنهي عن الشرك فكله من البهتان وهذالو خفي على غيركم فلا يخفى على حضرتكم ولو أن رجلا من أهل بلدكم ولو كان أحب الخلق إلى الناس قام يلزم الناس بالإخلاص ويمنعهم من دعوة أهل القبور وله أعداء وحساد أشد منه رياسة وأكثر ابتاعا وقاموا يرمونه بما تسمع ويوهمون الناس أن هذاتنقص بالصالحين وأن دعوتهم من إجلالهم واحترامهم تعلمون كيف يجري عليه ومع هذا وأضعافه فلا بد من الإيمان بما جاء به الرسول ونصرته كما أخذ الله على الأنبياء قبله وأنهم في قوله تعالى
ﵟوإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنهﵞ
فلما فرض الله الإيمان لم يجز ترك ذلك وأنا أرجو أن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضيى الاستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال صلى الله عليه وسلم إذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم فإن رأيت عرض كلامي علي من ظننت أنه يقبل من إخواننا فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن أعجب ما اجرى من الرؤساء المخالفين أني لما بينت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله
ﵟأولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقربﵞ
وقوله
ﵟويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللهﵞ
وقوله
ﵟما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفىﵞ
وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله
ﵟقل من يرزقكم من السماء والأرضﵞ
الآية وغير ذلك قالوا القرآن لا يجوز العمل به ولأمثالنا ولا بكلام الرسول ولا بكلام المتقدمين ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون قلت لهم أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية والمالكي والشافعي والحنبلي كل أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الذين يعمدون عليهم فلما أبو ذلك نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها فصرفوا ذلك تحققواه ولم يزدهم إلا نفورا وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك وأما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة وجزاء سيئة سيئة مثلها وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام & 6 الرسالة السادسة
يوجد في
1 المخطوطة ص 114 115
2 المصورة ص 69 71
Bogga 39