Muallafat Ibn Cabd Wahhab
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة
Tifaftire
عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب
Daabacaha
جامعة الإمام محمد بن سعود
Goobta Daabacaadda
الرياض
وقد ذكر ابن قتيبة من ذلك طرقا في أول مختلف الحديث وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف الفخر الرازي في عبادة الكواكب وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين هذا لفظه بحروفه فانظر كلامه في التفرقة بين المقالات الخفية وبين ما نحن فيه في كفر المعين وتأمل تكفيره رؤوسهم فلانا وفلانا بأعيانهم وردتهم ردة صريحة وتأمل تصريحه بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة هل يناسب هذا لما فهمت من كلامه أن المعين لا يكفر ولو دعا عبد الفادر في الرخاء ولاشدة ولو أحب عبد الله بن عون وزعم أن دينه حسن مع عبادته أبي حديدة ولو أبغضك واستنجسك مع أنك أقرب الناس إليه لما رآك ملتفتا بعض الإلتفات إلى التوحيد مع كونك توافقهم على شيء من شركهم وكفرهم وقال الشيخ أيضا في رده على بعض المتكلمين وأشباههم والقوم وإن كان لهم ذكاء وفطنة وفيهم زهد وأخلاق فهذا لا يوجب السعادة إلا بالإيمان بالله وحده وإنما قوة الذكاء بمنزلة الملك والإمارة فكل منهم لا ينفعه ذلك إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له ويتخذه إلها دون ما سواه وهو معنى قول لا إله إلا الله وهذا ليس في حكمتهم ليس فيها إلا أمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة المخلوقات بل كل شرك في العالم إنما حديث بزي جنسهم فهم الآمرون بالشرك الفاعلون له ومن لم يأمر منهم بالشرك فلم ينه عنه بل يقر هؤلاء وهؤلاء وإن رجح الموحدين ترجيحا ما فقد يرجع غيره المشركين وقد يعرض عن الأمرين جميعا فتدبر هذا فإنه نافع جدا وكذلك الذين كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد فإنما توحيدهم بالقول لا بالعبادة والعمل والتوحيد الذي جاءت به الرسل لا بد فيه من التوحيد بإخلاص الدين كله لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا شيء لا يعرفونه والتوحيد الذي يدعون إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات فلو كانوا موحدين بالكلام وهو أن يصفوا الله بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل وذلك لا يكفي في النجاة بل لابد أن يعبد الله وحده ويتخذه إلها دون ما سواه وهو معنى قوله لا إله إلا الله فكيف وهم في القول معطلون جاحدون ولا مخلصون النهي فتأمل كلامه واعرضه على ما غرك به الشيطان من الفهم الفاسد الذي كذبت به الله ورسوله وإجماع الأمة وتحيزت به إلى عبادة الطواغيت فإن فهمت هذا وإلا أشير عليك أنك تكثر من التضرع والدعاء إلى من الهداية بيده فإن الخطر عظيم فإن الخلود في النار جزاء الردة الصريحة ما يسوى بضيعة تربح نومانا أو نصف نومان وعندنا ناس يجيئون بعيالهم بلا مال ولا جاعوا ولا شحذوا وقد قال الله في هذه المسألة
﴿يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون﴾
﴿وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم﴾
والله أعلم & 4 المسألة الرابعة والثلاثون
Bogga 224