64

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

Daabacaha

دار التابعين بالرياض

Goobta Daabacaadda

٢٠٠٢

Noocyada

فإن قال قائل: هذا التقسيم مُحدث، قيل له: ليس محدثًا في أصله، فقد قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: (٤٨)]. وقال ﷺ: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» [رواه أحمد (٤/ ٢٧٣) عن النعمان بن بشير، وصححه شيخنا الألباني في الصحيحة رقم (٥)]. ففي هذين النصين، قُصد المعنى الخاص، وإلا لما كان للعطف -في الآية- فائدة، ومن تأمل الحديث كذلك أدرك ذلك. ويقال لمنكري هذا الاصطلاح: ماذا تسمون طريقة التغيير التي يسلكها الناس على مختلف مذاهبهم، فمهما تكون تسميتكم، فهي توازي كلمة المنهج، وسواء سميت: طريقة التغيير، أو منهجًا، أو مسلكًا، أو غيره، فكل ذلك اصطلاح، لا ينبغي الوقوف عنده، فإن مما قرره العلماء: أن لا مُشاحة في الاصطلاح. هل المنهج من العقيدة أم قسيمٌ لها؟ أما على المعنى الأول العام: فلا شك أن المنهج هو العقيدة، والعقيدة هي المنهج. وأما على المعنى الخاص، فإن المنهج قسم من أقسام الإسلام، كما أن العقيدة قسم منه، وكذلك الفقه والأخلاق. قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: (٤٨)]. قال ﷺ: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ...» [أخرجه ابن ماجه (١٩٦٧) عن أبي هريرة وحسنه شيخنا الألباني في الإرواء (١٨٦٨) وفي الصحيحة (١٠٢٢)]. وفيه دلالة على أن الخُلق قسم من الإسلام مهم؛ لأنه عطف على الدين تنبيهًا لأهميته مع أنه جزء منه. وبناء عليه يقال: إن الإسلام: عقيدة ومنهج وشريعة وأخلاق: أما العقيدة فمعروفة الحد، وأما المنهج فعلى ما فصلنا، وأما الشريعة فهي: الأحكام والمعاملات، وأما الأخلاق: فمعروفة التعريف، مهجورة التطبيق. هل يجوز أن ينفصل المنهج عن العقيدة

1 / 65