208

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

Daabacaha

دار التابعين بالرياض

Goobta Daabacaadda

٢٠٠٢

Noocyada

قال المخالف: «إن الدعوة إلى التوحيد تفرق الأمة، وهذا التوحيد الذي تدعون إليه، ليس هو التوحيد الأساس» فقلت له: «إن رسول الله ﷺ والصحابة -بدعوتهم إلى التوحيد- كانوا يريدون تفريق الأمة» «وأحمد وابن تيمية وابن عبد الوهاب كانوا مبتدعة لا يفقهون التوحيد» أي: لازم كلامك كذلك، فلما سمع هذا بُهت، بل صعق، وما درى لهذا جوابًا، ولكن الحاسدين الأغبياء، وجدوا فيه مستمسكًا.
وفي قضية الأفغان لما بُينت لهم أخطاءهم، وأن خالد بن الوليد، وأبا عبيدة لم يكونا يفعلان ما تفعلونه في الجهاد، فأبوا اتباعهما.
فقلت: «خالد وأبو عبيدة كانوا أغبياء، جهلاء، وأنتم أذكياء علماء» أو قريبًا من هذا.
ولا يشك عاقل منصف أن المقصود واضح، وضوح الشمس، وإلا فإن النصارى واليهود، لا يصفون خالدًا وأبا عبيدة بالغباء، فضلًا عن أن يقول ذلك مسلم، بل طالب علم، ولكن اللهم اهدِ إخواننا.
وكذلك خرج قولي في كتاب «السبيل»: «إن أنس رضى الله عنه كان يهتم بالقشور» وعن صحابي آخر: «إنه بدوي التفكير» وقد قلت ذلك حاكيًا لازم قول بعض الأحزاب، ساخرًا منهم، وذلك لما اتهموا السلفيين ببلادة التفكير، والاهتمام بالقشور، وقد وضعت هذا الكلام بين قوسين، تنبيهًا على أنه مقولة غيري، ولكن كثيرًا من الناس يتعامون.
وكذلك قولي: «التوحيد قبل كل شيء، سبحان الله؟ ! أي كلام تقول: نقف مكتوفي الأيدي، ويأتينا الشيوعيون ويذبحوننا في دارنا، ونحن نقول التوحيد، التوحيد، ...» فكل هذا من جهة حكاية قول الخصم.
بدليل قولي بعد ذلك: «من يقول هذا»؟ ! ذلك لأن بعض الجماعات تسخر من الدعوة إلى التوحيد، وبعضها يَعُد الدعوة إلى التوحيد تثبيطًا عن الجهاد، والعياذ بالله، فأردت أن أرد عليهم بمثل هذه الأساليب الساخرة، لعلهم يرتدعون.

1 / 211