160

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

Daabacaha

دار التابعين بالرياض

Goobta Daabacaadda

٢٠٠٢

Noocyada

وصار هم كثير من الناس النيل من معين بكل ما أوتي من قوة، وفي كل فعل أو قول.
حتى صد هذا التعصب -سلبًا كان أو إيجابا- عن الحق، والعلم، والعبادة، والدعوة إلى الله، وجلب من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله.
فتدابر الناس على ما لا يجوز التدابر عليه، وشنع بعضهم على بعض فيما لا يستحق التشنيع.
وغدت مجالس كثير منهم لغوًا ولغطًا، عصبية وانتقامًا، فضاعت الأوقات، وهدرت الطاقات، ونشبت النزاعات، ووقع ما حذرنا الله من وقوعه، ألا وهو الفشل.
وانشغل الناس عن عدو الأمة المتربص بها الدوائر، وعن تعليم الناس ودعوتهم.
التعصب الممقوت: هو الشدة في نصرة الرأي، أو الوقوف مع غيره لغرض غير شرعي، كالمدافعة والنصرة لقرابة، أو عاطفة، أو مصلحة، دون النظر إلى حق أو دليل.
ومقتضاه: الظلم، وطمس الحق، وإغفال الدليل، والإعانة على الباطل، فضلًا على زيادة التفرق.
ومن علاماته:
- التسليم لكل قول يقوله صاحبه، كالذي يسمع لابنته في كل ما تقوله في زوجها، أو العكس، أو تنفيذ أوامر شيخ القبيلة، أو قائد الحزب دون تبين.
- نصرته له على كل حال، كالذي ينصر شيخه، أو حزبه، أو متبعه، في كل موقف، وفي كل قول.
- معاداة غيره من المسلمين على كل حال، كالذي لا يعترف أن لخصمه حسنة واحدة، فيعاديه في كل قول، وفي كل موقف.
وشر التعصب أن يتعصب لشيخه، وهو يظن أنه ينصر الحق، ويحسن صنعًا.
- التعلق بشيخ أو حزب أو متبوع، والتمحور حوله مهما كان شأنه، وقد يكون التمحور حول شيوخ من حزب مخصوص، أو بلد معين.

1 / 163