90

مجمل أصول أهل السنة

مجمل أصول أهل السنة

Noocyada

البدع المكفرة وغير المكفرة وضابطها السؤال هل هناك بدع مكفرة وبدع غير مكفرة؟ الجواب لاشك أن البدع فيها ما هو كفر وفيها ما ليس كفرًا. فما دام أن البدعة هي كل محدثة في الدين، فهناك من أحدث في الدين شركيات تنافي الاعتقاد، وهناك من أحدث في الدين أمور ردة، وهناك من أحدث في الدين بأن قصر الصلوات على ثلاث، وهذا وجد من المفتونين حتى في التاريخ المعاصر، أذكر أن أحد مدعي النبوة ابتدع أمورًا مع أن دعوى النبوة نفسها بدعة مكفرة في الدين، ودعوى اختصار الصلوات التي تغني عن أركان الإسلام، ودعوى استباحة بعض الشركيات الصريحة كل هذا من البدع المخرجة من الملة، لكن ما ينبغي ملاحظته هو أنه ليس كل من فعل بدعة مكفرة مخرجة من الملة نحكم على عينه حتى نتثبت، فربما يكون متأولًا وربما يكون جاهلًا وربما يكون اشتبه عليه الأمر، وربما يكون مكرهًا، وربما فعل شيئًا نظنه شركيًا وهو على وجه آخر ليس بشركي، كما لو رأينا إنسانًا عند القبر وفجأة سجد هذا الشخص، فهذا فيه احتمال أن يكون سجد لغير الله فيكون شركًا، ويحتمل أنه تذكر نعمة من نعم الله ونسي أنه عند القبر، فسجد شكرًا لله، وهذا خطأ، لكن هل وقع في الشرك على هذه الصورة؟ لذلك يجب أن نحتاط لديننا. إذًا: البدع تنقسم إلى مكفرة وغير مكفرة، وليس كل من فعل البدعة المكفرة وليس من عادته أن يفعل أن نكفره لأول وهله، حتى تطبق عليه الشروط وتنتفي عنه الموانع.

3 / 20