130

مجمل أصول أهل السنة

مجمل أصول أهل السنة

Noocyada

الرؤية في أرض المحشر
وقوله: (وفي المحشر) الرؤية يوم القيامة نوعان: الأولى: الرؤية في الجنة.
الثانية: رؤية جاءت مجملة ولم تفصلها النصوص، فهذه تبقى هكذا ونؤمن بها إجمالًا، وهي أن الناس يرون ربهم في المحشر كما ثبت ذلك في النصوص، أما التفصيل في الرؤية في المحشر فلم يرد كما ورد من التفصيل في الرؤية في الجنة، ولذلك نقف على النصوص.
ومما يجب معرفته أن الرؤية لا تكون إلا يوم القيامة، سواء في المحشر أو في الجنة، وعلى هذا لا يجوز ولا يعقل ولا يمكن أن أحدًا يرى ربه بعينه في الدنيا، ولذلك حينما طلب موسى من الله ﷿ الرؤية، قال له الله ﷿: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ [الأعراف:١٤٣] تأبيد الحياة، ولا يعني ذلك تأبيد إلى ما بعد الحياة الدنيا، فلن للتأبيد في الحياة الدنيا؛ لأن الله ﷿ لا يحكم سننه الكونية ما بعد الدنيا، إنما هذه العبارات تحكم حياة الناس والزمان الذي نعيش فيه إلى قيام الساعة ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ [الأعراف:١٤٣]، وكذلك كل الخلق، لا يمكن أن أحدًا يرى ربه بعين رأسه، قد يقال: إن النبي ﷺ حينما عُرج به هل رأى ربه بعين رأسه، إن كان رأى فهذه خصوصية، فالنبي ﷺ خصه الله ﷿ بأمور كثيرة لا تكون لغيره، لكن الراجح أن نبينا ﷺ لم ير ربه بعين رأسه إنما رآه رؤية قلبية فؤادية الله أعلم بها.

5 / 8