36

التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين

التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين

Daabacaha

دار الكتاب والسنة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠هـ ١٩٩٩م

Noocyada

دون أن يكون للخلق رأي أو اختيار. ولأجل ذلك خلق الله الخلق لعبادته فقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] (١) وجعل أشرف مقامات الخلق مرتبة العبودية فقال جل ثناؤه ممتنا على رسوله ﷺ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: ١] (٢) وقال ﷿: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] (٣) وسخر هذا الكون لأجل الإنسان فقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ [لقمان: ٢٠] (٤) وقال أيضا: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [الجاثية: ١٣] (٥) بل جعل هذا الكون كله مسبحا بحمد الله: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجمعة: ١] (٦) ساجدا لعظمته كما أخبر الله بقوله:

(١) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ١.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ١.
(٤) سورة لقمان، الآية: ٢٠.
(٥) سورة الجاثية، الآية: ١٣.
(٦) سورة الجمعة، الآية: ١.

1 / 39