Masar Min Nasir Ila Harb
مصر من ناصر إلى حرب
Noocyada
ص90:
كثيرا ما يقوم هيكل «بتنظير» أمور غاية في البساطة؛ فالطيارون الروس لم يكن بمقدورهم تبادل الحديث سوى باللغة الروسية.
6
ص90:
من الواضح أن هيكل يختلق هنا موضوع استعراض الاتحاد السوفييتي لوصول العسكريين السوفييت إلى مصر. الأمر على العكس تماما، لقد تم بذل أقصى جهد وعلى نحو عقلاني قدر الإمكان لتجنب انتشار أية معلومات عن وجود عسكريين سوفييت في مصر. وفي الوقت نفسه عبر ناصر وهيكل عن رغبتهما في أن يكون وصول العسكريين السوفييت لافتا للنظر. كان ذلك من شأنه أن يساعد توجههما في جذب الاتحاد السوفييتي إلى أقصى حد إلى قضية الشرق الأوسط؛ ولهذا فنحن لسنا مضطرين للحديث عن مشاركة الاتحاد السوفييتي فيما يسمى «لعبة الأمم الكبرى» في الشرق الأوسط؛ فالاتحاد السوفييتي لم يشارك إطلاقا في هذا النوع من «اللعب»، وكان دائما يتعامل مع الحروب بحذر ومسئولية كبيرين.
ص94:
لا أتذكر الموقف الذي وصفه هيكل بخصوص «الورقة» التي تم تبادلها في الكرملين. فإذا كان هذا الموقف قد حدث فعلا، فإن ذلك يعني أن ذكرها جاء بمثابة تحذير للسادات الذي كان يستعد لعمل انقلاب، وهل الانقلاب عمل فارغ، كما وصفه هيكل، مجرد «ورقة صغيرة»؟ مستحيل أن يكون ناصر قد رأى في هذا العمل «بيروقراطية زائدة عن حدها».
7
ص95:
يخطئ هيكل هنا؛ فقد أشار الجانب السوفييتي آنذاك على ناصر بقبول ما عرف ب «مبادرة» روجرز؛ إذ رأى أنها يمكن أن تكون مفيدة للمصريين في تلك الظروف؛ فالمصريون لن يخسروا في الواقع شيئا، بينما كان على الإسرائيليين الالتزام بالقيام بمشاركة فعالة في «مهمة» يارنج، الأمر الذي لم يكونوا يرغبون في عمله. الواضح أن هيكل يخلط بين «المبادرة» وبين ما عرف باسم «خطة روجرز»، التي ظهرت بعد ذلك، والتي كانت تنظر في انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الشرقية للقناة حتى الممرات الجبلية ثم فتح قناة السويس أمام الملاحة لكل الدول بما فيها إسرائيل، وبدء المفاوضات المصرية الإسرائيلية. وقد رفض المصريون هذه الخطة التي طرحت عام 1971م، بينما قبلوا في عام 1974م الطبعة الأسوأ كثيرا منها (حدث ذلك بعد النجاح العسكري في أكتوبر).
Bog aan la aqoon