Masar Fi Thuluthi Qarn
مصر في ثلثي قرن
Noocyada
اللهم إن الأمل كل الحياة، وحوادث الأيام غذاء الأمل ولا أمل إلا بالثقة، ولا ثقة إلا أن يغلب الحذر سلامة النية، أما الحذر فهو هنا، هنا تحت كل حرف من حروف هذا البيت:
أسأت مذ أحسنت ظني بكم
والحذر سوء الظن بالناس
هوامش
القسم الأول
الفصل الأول
وطنية الفلاح وآماله
«فلما انتصرنا في الحرب فوجئنا بعصيان أيقظنا من النوم، وظهر لنا أن المصريين لا يحبوننا، ولا يريدون الانتفاع بنا» (المستر أرثرهور)
نكتب هذه المقالات مستمدين حقائقها من الكتاب الذي رقمته يد الزمن خلال ثلث قرن اجتازته مصر ووقفت اليوم على طرفه، تريد أن تستأنف عهدا غيره، وتغلق بابه لتفتح لها باب حياة خير من حياتها فيه.
وإذ كانت الحجة القوية لخصوم مصر السياسيين أن المصري قضى ذلك العهد راضيا، بل مقدسا للذكر مسبحا بالحمد، لا يجد سبيلا للشكر غير الاعتراف بالعجز عن الشكر، وكانوا لا يرون هذا المصري الراضي المطمئن إلا في شخص الفلاح؛ حسن أن نبدأ الكلام في حال الفلاح وآماله، وشعوره ووجدانه، بل حديثه لنفسه وهواجس الرجاء الذي يناجي به قلبه وربه في خلوته وساعة ينبطح على أرض الحقل، وحين يتصل بصره بالسماء، فيرى جمال الجو ونعمة النيل وفيض الخير الدافق، فيقول في نجواه: يا رب لماذا لا يكون لي - أنا المصري - هذا الوطن الجميل خالصا؟
Bog aan la aqoon