Masar Bilowgii Qarniga Sagaalaad
مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)
Noocyada
Stefanachi
الذي قال عنه إنه يوناني من المورة وصاحب ثروة عريضة وشديد الولاء لفرنسا والتحمس لشخص القنصل الأول؛ لاعتقاده أن الإمبراطورية العثمانية آيلة للزوال، وأن اليونان عند سقوط الدولة سوف تكون تابعة لفرنسا.
وذكر سباستياني أن الشيخ محمد السادات بالرغم مما ناله من إيذاء بعد رحيل الجنرال بونابرت من مصر، رجاه أن يبعث إليه بالمواطن «جوبيير»
Jaubert ، حتى إذا ذهب إليه «جوبيير» صار الشيخ السادات يؤكد له مبلغ ولائه ومحبته للقنصل الأول ولفرنسا، وأن المدة التي أقامها هذا الرجل العظيم في مصر كانت عهد خيرات عميمة، وأن مصر لا يسعها كلما ذكرت هذه النعم إلا مباركة هذا الرجل العادل والرحيم، وأنه (أي الشيخ السادات) لا غاية له إلا أن تسنح له الفرصة لإظهار ولائه وإخلاصه له.
وقابل سباستياني عددا من رؤساء ومشايخ البدو ، وقد أظهر جميعهم تذمرهم من العثمانيين.
وفي 2 نوفمبر قابل سباستياني خسرو باشا مودعا، وفي 3 نوفمبر نزل في النيل (في ذهبية خصصها له الباشا) من بولاق في طريقه إلى دمياط للسفر منها إلى الشام، وانتهت مهمته في القاهرة.
وكان رأي سباستياني في خسرو باشا أنه «رجل يحب المجد دون أن يعرف ما هو المجد؛ ولذلك فقد صرف كل جهوده للعناية بتوافه الأمور، مثل كساء الجنود وما إلى ذلك، وهو رجل يجهل كل الجهل فنون الحرب والسياسة وشئون الحكم وأساليب الإدارة، ولا يتقن سوى قطع الرءوس.» حقيقة قد أصدرت إليه حكومته أوامر على غاية من الوحشية، كما ذكر سباستياني أن «ستفاناكي» ترجمان خسرو قد أطلعه على أوامر من الباب العالي تطلب من باشا القاهرة إهلاك كل المماليك المنتشرين في مختلف الجهات في مصر، سواء احتفظ هؤلاء بعلاقاتهم مع البكوات أو قطعوها، كما طلب إليه الباب العالي إذلال رؤساء المشايخ وكبارهم ومصادرة أموالهم وأملاكهم بقدر استطاعته، وإيذاء الشيخين البكري والسادات، على وجه الخصوص.
كما ذكر سباستياني نتيجة لملاحظاته في القاهرة أن الإشاعات تروج بها عن عودة الفرنسيين إليها قبل مضي عامين، وأن القنصل الأول سوف يكون عندئذ سيد مصر والشام معا، وتنبأ «منجموهم» بذلك، ويتكلم الناس في هذا الموضوع كأنه حقيقة ثابتة لا مفر من حدوثها، وقال سباستياني: «إن من يعرف البلاد وأوضاعها لا يشك في مدى ما يحدثه ذيوع مثل هذه الآراء فيها.»
وكان في أثناء رحلته إلى دمياط، أن وقف سباستياني بعض الوقت في سمنود في 5 نوفمبر، ثم في المنصورة في اليوم التالي، وقابل حاكمها والشيخ السيد محمد الشناوي، وقد زاره كلاهما مع «كل المشايخ» بالمنصورة، وتحدث معهم بنفس الكلام الذي تحدث به مع مشايخ القاهرة وغيرها، وأظهروا نفس الولاء والمحبة لفرنسا ولقنصلها الأول، وفي مساء اليوم نفسه وصل سباستياني دمياط.
وفي أثناء وجوده بدمياط زار قلعة «العزبة» - عزبة البرج - وأبراج البوغاز (7 نوفمبر) ولاحظ أن القلعة في حالة سيئة ولو أن أبراج البوغاز تنال قسطا طيبا من العناية، وتقيم بالقلعة والأبراج حامية من مائتي رجل. وفي 8 نوفمبر زاره ابن حسن طوبار الذي لا يزال يتمتع بنفس النفوذ دائما على أهل المنزلة، وقد شكا شكوى مرة مما يلحقه به الأتراك من أذى؛ بسبب ما أظهره من ولاء للجيش الفرنسي، وأعلن لسباستياني أنه يتربص للفرصة التي تتيح له البرهنة من جديد على صدق عواطفه نحو فرنسا.
Bog aan la aqoon