شعار مصر الأول هو «أبو الهول»، الذي هو رمز الصمت، صمت العاملين، والمتعبدين المؤمنين ...
تعمل مصر بسواعد بنيها، فتقيم الصروح وتبني الضروح، وتشيد العمائر والمساجد والمصانع والجسور والأنفاق.
ومصر بفلاحها تعمل عملا أخضر فتنبت الزرع الذي يأتي بكل الثمرات المتعددة الأنواع .. الثمار الطيبة الشهية، المفيدة المغذية للإنسان والحيوان معا .. يضرب الفلاح الأرض بفأسه فتخرج لنا من بين حبات ترابها كل ما فيه الغذاء والكساء والدواء.
ومصر بمصانعها تعمل على أصوات المحركات والآلات .. فتخرج مع كل لفة سلعة، وتسد مع كل دورة ثغرة .. صناعها مهنيون حرفيون عاملون قادرون متمكنون محترمون.
ومصر بنسائها وبناتها وفتياتها قوة أخرى .. قوة عاملة تفخر بها نهضة مصر النسائية؛ فمنهن من تمسك الفأس وتفلح الأرض، ومنهن من تمسك بالمغزل والمنول والخيط والإبرة والقلم ... في إباء وشمم، وعزة وكرامة .. وفي أمومة وطهارة، وعذرية وبكارة .. وفي إيمان وثقة .. تعمل نساء مصر جميعا من أجل خدمة الوطن ورخاء البلد .. ومن أجل إسعاد الجميع .. فالمرأة المصرية شريان مصر الكبير وقلبها الحنون الرحيم، ويدها الطولى الممتدة دائما لخدمة الرجل المصري المكافح .. فيا لها من امرأة عظيمة تعمل إلى جانب زوجها وأبيها وأخيها وعمها وخالها .. تعمل صامدة مرفوعة الرأس مؤمنة بجدوى العمل لبناء مصر العاملة، مصر القادرة، مصر العظيمة ببنيها وبناتها.
مصر العمل، هي مصر المقاتلة .. جيشها جرار في عداد الحصى .. رجاله أبطال يذودون عن أرضها ونيلها وزرعها ونبتها وزرعها وأبنائها ومبانيها ومصالحها .. جيشها جيش عامل .. يستخدم السلاح في وجه المعتدين الآثمين .. لمصر العمل جيش لجب هو مفخرة بين جيوش العالم .. لا يهزم ولا يقهر .. ولا يسام أو يضام .. والجندي المصري عندما يعمل، لا يعمل لنفسه، وإنما يعمل لعزة الوطن وكرامته وكرامة العاملين والعاملات، ودفاعا عن مصر العمل.
مصر التي في خاطري
مصر التي في خاطري حلوة جميلة يعزها الجميع، ويكرمها بنوها وغيرهم من محبيها العالمين بفضلها والعارفين بقدرها.
مصر التي في خاطري، هي مصر التي أخاطبها وتخاطبني، وأناجيها وتناجيني، وأسامرها وتسامرني.
مصر التي في خاطري، أراها في كل صباح مشرقة لامعة، بيضاء ناصعة .. جمالها في شمسها وضوئها ونورها وصباحها الطويل الجميل، وهوائها النقي العليل.
Bog aan la aqoon