شمسك يا مصر من أعظم الشموس جلالا ورفعة ورواء، وقيمة ورونقا وبهاء .. إنها الشمس الوحيدة التي بوسعك أن تضع عينك فيها وتثبتها دون أن تصاب بأذى .. إنها شمس مشمسة خلقت علاجا للأبدان، وشفاء من الأمراض، وعنوانا لليقظة والعمل والكدح اللذيذ.
شمس مصر لا تغيب أبدا، فهي دائما هناك تبتسم لشعب مصر .. تدعوهم في الصباح إلى العمل الشريف، وتناديهم عند الليل إلى الراحة والاستجمام، وهي طوال النهار رحيمة شفيقة، لا تعرف القسوة الضارية، ولا تحارب إنسانا في رزقه، ولا تعوقه عن السعي الكريم وراء لقمة العيش الحلال.
شمس مصر تحب مصر كل الحب، وتحب أهل مصر من أجل مصر .. فهي لهم في الشتاء وطيس معتدل الحرارة، تقيهم لفحات البرد إن اشتدت وقست .. هي جنة فيحاء، إن لجأ إليها عاشقوها فزاروها في أسوان والأقصر، استقبلتهم هناك بدفء لا مثيل له في الوجود، كأنها تقول للعالم: إنني أجد متعة كبرى في أن أحيل صعيد مصر إلى مشتى عالمي وإلى مزار يؤمه الناس من كل الأجناس ومن جميع أنحاء المعمورة، لا ليروا الآثار فحسب، بل وليروا الشمس في ملكوتها السماوي الجبار، وفي أبهى صورها وأكرمها وأحسنها وأحبها إلى القلوب.
وجو مصر معتدل جميل دائم النور، رحيم الحرارة صيفا وشتاء:
لحرها وبردها مقدار
لم يكتنف حدهما الإكثار
نهارها من أجمل النهار
في غاية الإشراق والإبدار
ففي الصيف تنتقل الشمس إلى المصيف لتخلق لنا منه جنة أخرى لا يمكن أن ننعم بها لولا وجود الشمس وظهورها سافرة واضحة ساطعة، فهي خالقة هذا النعيم المقيم، وهذه الجنة المكنونة .. وهذا فضل عظيم من عند الله صاحب النعم والآلاء، أن جعل عين الشمس الأولى .. عين الصباح، ترتفع فوق ربوعك يا مصر، في حنان ودفء ووفاء وأمان يجعلنا من أسعد شعوب الأرض طرا. نحن سعداء فعلا بشمس مصر، وإن مصر لأرض الشمس الأولى في هذا الكون الفسيح .. وإننا لنعتز بهذه الشمس اعتزازنا بهذه الأرض الخيرة .. وما خيرها إلا بفضل شمسها الساطعة على مدار العام في كل عام.
حمى الله شعب مصر العظيم
Bog aan la aqoon