حكايتي مع مصر
مصر البداية هي مصر النهاية
مصر التي في خاطري
مصر التي في خاطري
تأليف
أمين سلامة
المقدمة
حقا كل شيء مرهون بأوان .. عشت الدهر كله فما جال بخاطري أنني سأكتب - في يوم ما - هذا الكتاب الصغير .. غير أن فكرته راودتني فجأة .. كان حب مصر كامنا في باطني، متغلغلا في أحنائي، وجاريا مع دمائي .. كان في كل طرفة من طرفات عيني، وفي كل سكنة وكل حركة من حركاتي .. كان ماردا جبارا بالغ الضخامة، أخذ يؤرقني دون أن يحدثني .. ولكن أنا الذي تحدثت إليه فحدثني .. كلمته فكلمني، فكان الذي خرج منه هو الذي ستقرؤه في هذا الكتيب.
لا أظن أن مصريا واحدا لا يحس بأحاسيسي ولا يشعر بمشاعري، ولا يفهم صحة كل كلمة من كلماتي. فالكل مصريون مثلي، يهيمون بحب مصر مثلي، بل وأكثر مني، ولكني سبقتهم في التسجيل والتحبير، وفي نشر الكلمة الصريحة المعبرة عما يعتمل في باطني، وعما يخالج نفسي من مشاعر قوية عارمة بلغت ذروتها عندي، فخرجت لتجد طريقها إلى القرطاس لتسجل هذا الحب الجياش في كلمات من نور ونار، قوامها الصدق والحق والصراحة والوفاء نحو أعظم أم أرضعتني وغذتني وآوتني وحمتني وعلمتني وقومتني .. نحو مصر بلدي العظيم ووطني الغالي الذي عشت في أحضانه أحلى أيام طفولتي، وأجمل أيام شبابي، وأهدأ أيام شيخوختي إلى حين أن تأتي منيتي؛ وعندئذ لن أعدم منه مساحة.
مصر الحبيبة أغلى من كل حبيبة؛ لذا أخصها بأغلى كلام وأحلى عبارات، وأجمل الأوصاف وأعذب الألفاظ.
Bog aan la aqoon