297

Mashbaaxa Mugdiga

مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام

Tifaftire

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد

Daabacaha

وزارة الشؤن الإسلامية والأوقاف والدعوة والأرشاد

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ - ٢٠٠٣ م

ولهول الساعة وكربها؟ كما في أبيات البوصيري، وإذا اقترن بذلك نفي التعلُق والرجاء والتوكُل في ذلك عن غير الرسول ﷺ، وأضاف المتكلم إلى هذا إثبات عموم العلم وإحاطته بالكليات والجزئيَّات، وأن الدنيا والآخرة حصلتا وكانتا عن جوده وإحسانه، و(١) معلوم أن هذا يدخل فيه كل تدبير وتأثير وتقدير وتيسير، فأي فرد يبقى لله؟ وأي شيء اختص به؟ فافهم ما في هذه الأبيات من منافاة مقتضى الرسالة، وصريح الآيات.
وإذا عرفت ذلك: عرفت أنَّ المعترض قَصُرت رتبته عن درجة العلم بأصل الإيمان، وعن معرفة الحكمة في خلق الجن والإنس والسماوات والأرض وما فيهما؛ فلذلك اعترض، ورأى أن كلام الشيخ على هذه الأبيات شنع بشع، فإنه ارتاع من (٢) عدّ ذلك من قسم (٣) الشرك الأكبر.
وأبلغ من هذا: أنه يفهم من التوحيد وإخلاص الدعاء لله، والنهي عن دعاء نبينا ﷺ تنقيصا (٤) له وحطًّا من رتبته وإبطالًا لشفاعته بالكلية: ﴿أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ [هود: ٩٥] [هود ٩٥] . وهذا بعينه قول من غلا في المسيح وأمه، أو غلا في أحد من الأنبياء والملائكة، وقد قال عمرو بن العاص وأصحابه للنجاشي لما قدموا عليه يريدون جعفر بن أبي طالب وأصحابه: "إنهم يقولون في المسيح قولًا ٣١٨ عظيمًا- يعني أنَّه (٥) عبد، رسول، ليس بإله " (٦) وكذلك قالت قريش للنبي ﷺ لما دعاهم إلى توحيد (٧) الله: "قد (٨) عبت ديننا وسببت آلهتنا". وكذا قال قوم نوح كما يدل عليه قوله جل ذكره: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا﴾ [نوح: ٢٣] الآية (٩) [نوح ٢٣] .
وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف: ٥٧] * ﴿وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ [الزخرف: ٥٨] (١٠) إلى قوله (﴿إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الزخرف: ٥٩] [الزخرف ٥٧- ٥٩] .
فالأمر بتوحيد الله وإخلاص الدعاء له والنهي عن دعاء الأنبياء والصالحين ليس بتنقص (١١) بل هو الكمال والعزّ والسيادة، وهل نال الأنبياء وغيرهم من الملائكة المقرَّبين، ما نالوه من المقامات التي يتقاصر عنها المتطاولون إلاَّ بتجريد التوحيد، وتحقيقه ومعرفة الله والعلم به، والدعوة إلى سبيله، والبراءة مما نسبه إليه أعداؤه المشركون؟ وأمَّا صرف حق الله وما يجب له من الدعاء والعبادة إلى غيره: فهذا

(١) في المطبوعة زيادة: " بل بعض وجوده كما تدل عليه (من) الموضوعة في اللغة العربية للتبعيض ".
(٢) في (المطبوعة): " تعاظم ".
(٣) ساقطة من (المطبوعة) .
(٤) في المطبوعة " تنقصا ".
(٥) سقطت من (المطبوعة)، وفي (ق): " إنهم ".
(٦) أخرجه أحمد (١ / ٢٠٣، ٥ / ٢٩٢) وتقدم تخريجه، انظر: ص (٩٦)، هامش ٣.
(٧) في (ق): " التوحيد ".
(٨) في (ح) و(المطبوعة): " قالوا " مكان: " قد ".
(٩) في (ق) و(المطبوعة) زيادة: (ولا يغوث ويعوق ونسرا) .
(١٠) في (المطبوعة) زيادة " ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ".
(١١) في (المطبوعة) زيادة: " لهم ".

2 / 317