ووالدهم ما يزال مستمرا. وهذا هـ السبب الذي دفعني إلى القول بأن سكان المتيجة تألموا كثيرا من هذا الوضع، وبأن فلاحتهم قد توتفت كما انقطعت وسائل عيشهم الأخرى لأن هذا القائد هو حامي الفلاحين في هذا السهل، وهو نفسه واحد منهم،. وعلى فرض هؤلاء السكان سيخلصون الى الفرنسيين، فان وسيلة عيشهم محصورة في بيع البقر والدواجن، فيا لهم من تعساء! لأن عرب الجبال يتحكمون في هذا السهل بحكم موقع المنطقة الطبوغرافي. والخيل غير موجودة بتاتا، وما هو في حوزة السكان منها يستعمل للركوب ولنقل السلع وحرث الأرض. وعندما يصل أهالي هذه الناحية إلى مدينة الجزائر يعرفون بكل سهولة نظرا لما هم عليه من جهد وتعب، وذلك لأنهم لا ينقصون تغدية فحسب، ولكن العذاء الذي يتناولونه لا ينفع كثيرا بل هو غذاء مضر، ونظرا لكل هذه الإعتبارات يبدو لي من العجب أن يكون (الدوق دوروفيكو) أراد أن يفرض على هؤلاء المساكين ضرائب كتلك التي كانت تفرض عليهم في عهد حكومة الأتراك. وهم كذلك يقولون «إننا كنا ندفع الضرائب للأتراك مقابل قيامهم بتهدئة البلاد وتأمين الطرق وحمايتنا الخ ... فافعلوا مثلهم وسندفعها لكم!!!».
ان دفع الضرائب في بلاد الإسلام واجب ديني لأن الأموال المتأتية منها تنفق في صالح المجتمع بصفة عامة، ومعنى ذلك ان رئيس الدولة ليس إلا أمين مال المجموعة. يجمع الضرائب لينفقها في سد حاجات البؤساء والأرامل والأيتام ورجال الدين وأبناء السبيل. وأخير، في العمل على صيانة النوع البشري وتحسين أوضاعه. ولكي تكون هذه الضريبة شرعية يجب ان يكون رئيس الدولة مسلما، لأنه إذا لم يكن كذلك، يتحتم على
1 / 51