تركته وأنا أحدث نفسي قائلا: «يا ربي .. أريد أن أفيد وأن أستفيد فما عسى أن أصنع؟» •••
تطايرت الشتائم بيننا كالأحجار أو كالشظايا. وصحت غاضبا: كل مرة! .. هو حساب الملكين؟!
وتطايرت الشتائم بيننا. وقد ذهل محمود أبو العباس الذي صحبني إلى بيتها ليأخذ درسه الثالث في الحساب ومسك الدفاتر. وقمت مصمما على الذهاب فمضى الرجل معي. وعند باب العمارة رجوته أن يرجع فيعلنها بأنني قررت الذهاب بغير رجعة.
ومضيت إلى ميرامار ولكنني لم أدرك أنني مطارد إلا وزهرة تفتح لي الباب. عند ذاك شعرت بيد تقبض على قفاي وصوت صفية يزعق: تريد أن تهجرني؟ .. تظنني طفلة أو لعبة؟!
تخلصت منها بجهد، ولكنها كانت قد اقتحمت الشقة . قلت لها هامسا ولاهثا: اذهبي .. الناس نيام.
فصرخت بصوت غليظ: تنهبني وتهرب! .. أكلتك وشربتك وكسوتك وتريد أن تهرب يا ابن الحرام!
لطمتها فلطمتني. اشتبكنا في صراع مرير. حاولت زهرة التخليص بيننا فلم تفلح، فقالت لها: من فضلك .. هذا بيت محترم.
ولما لم يجد القول صاحت بها: اذهبي وإلا استدعيت البوليس!
تراجعت خطوة وهي تلتفت نحو زهرة. دهشت لمنظرها.
رددت عينيها بيني وبينها، ثم هتفت بها بعجرفة: أنت يا خدامة، كيف ...؟
Bog aan la aqoon