ها هو يتحدث في السياسة الداخلية بلغة السياسة الخارجية. أجبته موافقا فعاد يقول: ليس لدى روسيا ما تقدمه إلى بلد يدور في فلكها، أما أمريكا ... - ولكن روسيا قدمت لنا بالفعل مساعدات قيمة.
فقال بعجلة: الوضع مختلف، نحن لا ندور في فلكها.
وبدا حذرا حتى ندمت على اعتراضي. وراح يقول: الحق أنهما - روسيا وأمريكا - سيان في رغبة التسلط على العالم، لذلك فموقف عدم الانحياز الذي اعتنقناه حكمة وأي حكمة.
أسفت على أنه أفلت من يدي، وأنه لا سبيل إلى استرداد الأرض المفقودة قريبا. وقلت: الحق أنه لولا ثورة يوليو لاجتاحت البلد ثورة دموية لا تبقي ولا تذر.
فوافقني بطربوشه وهو يقول: الله كبير، وقد أنقذنا بحكمته. •••
أين كنت؟ لم تشرفنا منذ ثلاثة أيام. كيف تذكرتني أخيرا؟ لماذا تعود إلى الأشياء القديمة الموضوعة على الرف؟ ألم أقل لك إنك خسيس وابن حرام؟ لا توجع رأسي بالأعذار السخيفة. لا تحدثني عن عملك الخطير بالشركة. لو كان لوزير رفيقة لما أهملها كما تهملني. جعلت أبتسم وأصب النبيذ في كوبين وباطني يضيق بها لحد التقزز. ها هي تلعب معي دور الطاغية فلا بد من التخلص منها. يجب أن أتحرر منها إلى الأبد. ولكن انجابت هموم الأرض عن صدري، انجابت جميعا بمقدم زهرة حاملة الشاي إلي. تعانقنا طويلا. قبلت شفتيها وخديها وجبينها وعنقها. استمتعت بشفتيها بوعي مركز وهي تطبع شفتيها على شفتي. ثم ابتعدت قيراطين عني وهي تتنهد وتقول هامسة متشكية: يخيل إلي أحيانا أنهم يعرفون.
فقلت باستهانة ممسوس بنشوة الحب: لا يهمك. - أنت لا يهمك شيء ولكن ... - يهمني شيء واحد يا زهرة.
ورنوت إليها مليا لأترجم لها ما أعنيه بعيني ثم قلت برغبة صادقة: لنعش معا بعيدا عن هنا!
فتساءلت بارتياب: أين؟ - في مسكن خاص بنا.
لاذت بصمت متلهف على مزيد من القول، ولما لم تلق مني ما يشبع لهفتها غامت عيناها بخيبة أمل، وتساءلت: عم تتحدث؟ - إنك تحبينني كما أحبك.
Bog aan la aqoon