وإنما قيل لسور القرآن سور: لأن الله عز وجل فضل بها نبيه (صلي الله عليه وسلم)؛ فكلما أعطاه سورة - زاده رفعة، وفضيلة، فالسور في كلام العرب: هي الرفعة، والمنزلة، والفضيلة؛ فسور القرآن: هي مناقب لرسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وفضائله، ومنازله الرفيعة.
وقال ابن الانباري: فيها أربعة أقوال: أحدها: من ارتفاع منزلة إلى منزلة مثل: سور البنا، والثاني: شرفها من قولهم: له سورة في المجد أي: شرف، وارتفاع، والثالث: لكرمها من قولهم: عنده سورة من الإبل. أي: أقوام كرام، والرابع: لأنها قطعة من القرآن على حدة، وفضيلة. من قولهم: أسارت منه سؤرا، أي: أبقيت منه بقية؛ فيكون أصلها الهمزة، فتركوه وأبدلوا منه واوا؛ لانضمام ما قبله.
فصل:
والآية قال أبو عبيدة: سميت آية، لأنها كلام متصل إلى انقطاعه، وانقطاع معناه، قصة ثم قصة قال الله تعالي: " منه آيات محكمات " مجازه: أعلام الكتاب، وعجائبه، وآياته فواصله، وقوله تعالي: " لمن خلفك آية " أي: علامة.
وقيل: آية من كتاب أي: جماعة حروف، كقولهم: خرج بآياتهم أي: بجماعتهم، وقيل: أصل الآية العلامة التي يعرف بها الشيء، ويستدل بها عليه، من قولهم: خرج القوم بآياتهم أي: بجماعتهم.
والأصل في ذلك: أنهم كانوا؛ إذا خرجوا لحرب، أو لأمر حملوا معهم آية، أي علامة لهم على ذلك، فقالوا: خرج القوم بآياتهم أي: بعلاماتهم، فكثر ذلك؛ حتى قيل لهم؛ إذا خرجوا مجتمعين - وإن لم يكن لهم آية خرجوا بآياتهم، فصار اسما للجماعة، والآية أيضا: الرسالة، فكأنها رسالة بعد رسالة، وإخبار بعد إخبار.
فصل :
والكلمة؛ واحدة الكلم، والجمع القليل: كلمات، والفرق بين الكلام، والكلم: أن الكلام عام لقليل النوع، وكثيرة محصور محدود. ولا يكون كالكلام الذي للنوع كله.
والاسم كلمة، والفعل كلمة تكليما، وكلمة مثل نبتة، ونبق، والعرب تقول: مدح فلان فلانا بكلمة طويلة، أي: قصيدة طويلة.
Bogga 236