وفرقوا بين أسماء الله. فقالوا: إن بعضها لم يزل، وهن له. وبعضها محدث؛ وذلك لأنهم لم يجدوا بدا من أن يقولوا: إن الله لم يزل، وهو الله السميع، البصير القادر القاهر، الأول الحافظ الشاهد؛ فلما لم يجدوا بدا من ذلك قالوا: إن هذه الأسماء ذاتية، فيقال لهم: ما تعنون بقولكم أسماء ذاتية؟ [فإن كانوا] يعنون: أنه لم يزل - فهو نفسه الله السميع العليم القادر القاهر الأول الحافظ الشاهد؛ فلما لم يجدوا بدا من ذلك قالوا: إن هذه الأسماء ذاتية. فيقال لهم: ما تعنون بقولكم أسماء ذاتية؟ [فإن كانوا] يعنون: أنه لم يزل - فهو نفسه الله السميع العليم القادر القاهر الأول الحافظ الشاهد؛ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: صدقتم والحق قلتم، وإن كنتم تعنون: السميع الله القاهر القادر الأول الحافظ - هي أسماء للمعني بها، وأنها لم تزل معه، فقد أثبتم أن معه خلقا محدثا لم يزل، وقد افتريتم إثما عظيما وقلتم بقول خرجتم به من موافقة أهل الصلاة؛ فإنهم يقولون إنما أثبتنا له اسم العليم، ونفينا عنه بذلك الجهل، وقلنا له: السميع، ونفينا عنه بذلك الصم، وقلنا له: البصير، ونفينا عنه بذلك العمي، وقلنا له: القادر، ونفينا عنه بذلك العجز، وقاهر [و] نفينا عنه الاستكراه، وحافظ [و] نفينا عنه النسيان، وشاهد [و] نفينا عنه الغفلة.
ويقال لهم: حدثونا عن قولكم: نفيناه فهل ينفي الجهل إلا العلم؟..، والصم إلا السمع؟، والعمي إلا البصر؟، والعجز إلا القدرة؟، والنسيان إلا الحفظ؟، والغفلة إلا التذكر؟، وفي قود(1) قولكم، ونفيكم ما ذكرتم إثبات الأضداد لما نفيتم.
Bogga 154