ويروي عن أبي(1) سعيد (رحمه الله) أنه قال: ليس العالم من حمل الناس على ورعه ولكن العالم من أفتاهم بما يسعهم من الحق ولقد أحسن في قوله (رحمه الله).
فصل:
وقيل: إن العالم؛ إذا أخذ أجرا على فتواه بالحق، فحالته عند المسلمين خسيسة، وتلزم منه البراءة إلا أن يتوب، ويرد ما أخذ من المال على الفتوى، ويجوز للسائل قبول ما أفتاه به من الحق؛ إذا كان حقا.
ومن أرسل من يسأل له الفقيه عن مسألة، فأفتاه الفقيه بغير الصواب غلطا منه وعمل المرسل بما أخبره الرسول.
فأما الفقيه: فإذا أفتي على وجه السهو والغلط بباطل، وإرادته وقصده إلى الصواب والحق، فغلط لسانه، ولم يعلم - فهو سالم، ولا غلت على مسلم، وكذلك الرسول سالم؛ إذا لم يعلم أن الذي أفتاه به العالم باطل، وبلغ الرسالة إلى المرسل بحكاية الغلط من جواب الفقيه؛ بلا زيادة ولا نقصان.
وأما المرسل: فليس له أن يقبل الباطل من فقيه، ولا غيره، علم به، أو لم يعلم به؛ فإن قبله، وعمل به، ولم يتب منه حتى مات - فهو هالك.
فصل:
Bogga 115