174

============================================================

74 نهاج القاصدون وتفيد الصادقين الوظيفة الثانية: أن يشكر المعطي ويدعو له ويثني عليه، وليكن ذلك بمقدار شكر الشبب، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "امن لم يشكر الناس لم يشكر الله"(1).

وقال: لامن أسدى إليكم معروفا فكافنوه، فإن لم تستطيعوا، فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه"(2).

ومن تمام الشكر أن لا يحتقر العطاء وإن قل ولا يذمه، وئغطي ما فيه من غيب فكما أن وظيفة المعطي الاستصغار فوظيفة المعطى الاستعظام، وكل ذلك لا يناقض رؤية النعمة من الله عز وجل، فإن من لا يرى الواسطة واسطة فهو جاهل، وإنما المنكر أن يرى الواسطة أصلا. وقد قال النبي: لما تفعني مال كمال أبي بكر"(3). وقال: "إن أمن الناسي علي في ضحبته وماله أبو بكر"(4). وقال: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبي بكر، فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يدا يوم القيامة"(5).

الوظيفة الثالثة: أن ينظر فيما يعطاه، فإن لم يكن من حل لم يأخذه أصلا؛ لأن اخراج مال الغير ليس بزكاة، وإن كان من شبهة تورع عنه إلا أن يضيق عليه الأمر، ن فإنه إذا أخرج الزكاة من اكثر كسبه من الحرام ولم يعرف لما أخرجه مالك معين ت كانت الفثوى أن يتصدق به، فيجوز لهذا الفقير أ ن يأخذ قدر حاجته عند ضيق الأمر عليه وعجزه عن كمال الصافي فيه.

(1) اخرجه أبو داود (4811)، والترمذي (1954)، وأحمد (7504)، وابن حبان (3407)، والطيالسي (2491)، والبخاري في الأدب المفرد (218) من حديث أبي هريرة.

(2) أخرجه أبو داود (5109)، والنسائي في الكبرى (2348)، وأحمد (5365)، والطيالسي (1895)، والبيهقي في السنن 199/4، والحاكم 412/1، وأبو نعيم في الحلية 56/9 من حديث ابن عمر (3) أخرجه الترمذي (4 371)، وابن أبي عاصم في السنة 577/2، وابن الجوزي في العلل المتناهية 253/1، والعقيلي في الضعفاء 210/4 من حديث أبي هريرة: () أخرجه البخاري (466) و(3654)، ومسلم (2382)، وأحمد 18/3، وابن أبي شيبة 6/12، وابن حبان (6594)، وابن سعد 227/2، وابن آبي عاصم في السنة (1227) .

5) هو قطعة من الحديث ما قبل السايق

Bogga 174